الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (9) قوله: ولا تخسروا : العامة على ضم التاء وكسر السين من أخسر، أي: نقص كقوله: وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون وقرأ زيد بن علي وبلال بن أبي بردة بفتح التاء وكسر السين فيكون فعل وأفعل بمعنى. يقال: خسر الميزان وأخسره، بمعنى واحد نحو: جبر وأجبر. ونقل أبو الفتح وأبو الفضل عن بلال فتح التاء والسين. وفيها وجهان، أحدهما: أنه على حذف حرف الجر تقديره: ولا تخسروا في الميزان. ذكره الزمخشري وأبو البقاء : إلا أن الشيخ قال: لا حاجة إلى ذلك; لأن "خسر" جاء متعديا. قال تعالى: " خسروا أنفسهم " ، و خسر الدنيا والآخرة . قلت: وهذا ليس من ذاك. ألا ترى أن " خسروا أنفسهم " ، و " خسر الدنيا والآخرة " معناه: أن الخسران واقع بهما، وأنهما معدومان. وهذا المعنى ليس مرادا في الآية قطعا، وإنما المراد: لا تخسروا الموزون في الميزان. وقرئ "تخسروا" [ ص: 158 ] بفتح التاء وضم السين. قال الزمخشري : وقرئ ولا تخسروا بفتح التاء وضم السين وكسرها وفتحها. يقال: خسر الميزان يخسره ويخسره. وأما الفتح: فعلى أن الأصل "في الميزان" فحذف الجار وأوصل الفعل إليه، وكرر لفظ الميزان، ولم يضمره في الجملتين بعده تقوية لشأنه وهذا كقوله:


                                                                                                                                                                                                                                      4170 - لا أرى الموت يسبق الموت شيء نغص الموت ذا الغنى والفقيرا



                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية