الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      باب الرهن ( وهو ) في اللغة الثبوت والدوام يقال : ماء راهن ، أي : راكد ونعمة راهنة أي : دائمة وقيل : هو الحبس لقوله تعالى : { كل نفس بما كسبت رهينة } أي : محبوسة وهو قريب من الأول لأن المحبوس ثابت في مكان لا يزايله وشرعا ( توثقة دين بعين ) أي : جعل عين مالية وثيقة بدين ( يمكن أخذه ) أي : الدين ( أو ) أخذ ( بعضه منها ) أي : من العين إذا كانت من جنس الدين ( أو ) يمكن أخذه أو بعضه من ( ثمنها ) أي : ثمن العين ، إن لم تكن من جنس الدين ( إن تعذر الوفاء من غيرها ) [ ص: 321 ] أي : من غير العين .

                                                                                                                      وفي الزركشي : توثقة دين بعين أو بدين على قول - يمكن أخذه منه إن تعذر الوفاء من غيره انتهى فعلم منه أن المقدم لا يصح رهن الدين ، ولو لمن هو عنده ، خلافا لما قدمه في السلم وتقدم ما فيه والرهن جائز بالإجماع وسنده قوله تعالى { فرهان مقبوضة } والسنة مستفيضة بذلك وليس بواجب إجماعا ; لأنه وثيقة بالدين ، فلم يجب كالضمان .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية