الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (17) قوله: رب المشرقين : العامة على رفعه. وفيه وجهان، أحدهما: أنه مبتدأ، خبره "مرج البحرين" وما بينهما اعتراض. والثاني: أنه خبر مبتدأ مضمر أي: هو رب، أي: ذلك الذي فعل هذه الأشياء. والثالث: أنه بدل من الضمير في "خلق". وابن أبي عبلة "رب" بالجر بدلا أو بيانا لـ "ربكما". قال مكي: ويجوز في الكلام الخفض على البدل من "ربكما" كأنه لم يطلع على أنها قراءة منقولة والمشرقان، قيل: مشرق الشتاء والصيف ومغرباهما. وقيل: مشرقا الشمس والقمر ومغربهما. وقيل: مشرقا الشمس فقط ومغرباها. قال الشيخ : "وعن عباس: للشمس مشرق في الصيف مصعد، ومشرق في الشتاء منحدر، تنتقل فيهما مصعدة ومنحدرة". وقال الشيخ : "فالمشرقان والمغربان للشمس". قلت: وهذا هو القول الذي يقول: مشرق الصيف ومشرق الشتاء فإنه إنما يعني بهما شروق الشمس والقمر فيهما، أو شروق الشمس وحدها فيهما، فهو داخل في أحد القولين المذكورين ضرورة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية