الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 358 ] آ . (115) قوله تعالى : وما يفعلوا : قرأ الأخوان وحفص : "يفعلوا " و "يكفروه " بالغيبة ، والباقون بالخطاب ، فالغيبة مراعاة لقوله : من أهل الكتاب أمة قائمة فجرى على لفظ الغيبة ، أخبرنا تعالى أن "ما يفعلوا " من خير بقي لهم غير مكفور . والخطاب على الرجوع إلى خطاب أمة محمد صلى الله عليه وسلم في قوله : "كنتم " . ويجوز أن يكون التفاتا من الغيبة في قوله أمة قائمة إلى آخره إلى خطابهم ، وذلك أنه آنسهم بهذا الخطاب ، ويؤيد ذلك أنه اقتصر على ذكر الخير دون الشر ليزيد في التأنيس ، ويدل على ذلك قراءة الأخوين ، فإنها كالنص في أن المراد قوله أمة قائمة .

                                                                                                                                                                                                                                      و "كفر " يتعدى لواحد ، فكيف تعدى هنا لاثنين ، أولهما قام مقام الفاعل ، والثاني : الهاء في " يكفروه " ؟ فقيل : إنه ضمن معنى فعل يتعدى لاثنين وهو "حرم " فكأنه قيل : فلن تحرموه ، و "حرم " يتعدى لاثنين .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية