الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 163 ] آ. (19 - 20) قوله: يلتقيان : حال من "البحرين" وهي قريبة من الحال المقدرة. ويجوز بتجوز أن تكون مقارنة. و "بينهما برزخ" يجوز أن تكون جملة مستأنفة، وأن تكون حالا، وأن يكون الظرف وحده هو الحال. والبرزخ: فاعل به وهو أحسن لقربه من المفرد. وفي صاحب الحال وجهان، أحدهما: هو "البحرين"، والثاني: هو فاعل "يلتقيان" ولا "يبغيان" حال أخرى كالتي قبلها أي: مرجهما غير باغيين، أو يلتقيان غير باغيين، أو بينهما برزخ في حال عدم بغيهما. وهذه الحال في قوة التعليل; إذ المعنى: لئلا يبغيا. وقد تمحل بعضهم وقال: أصل ذلك لئلا يبغيا، ثم حذف حرف العلة، وهو مطرد مع "أن" و"أن"، ثم حذفت "أن" أيضا وهو حذف مطرد كقوله تعالى: ومن آياته يريكم فلما حذفت "أن" ارتفع الفعل، وهذا غير ممنوع، إلا أنه يتكرر فيه الحذف، وله أن يقول: قد جاء الحذف أكثر من ذلك فيما هو أخفى من هذا، كما تقدم في قاب قوسين ، وكما سيأتي في قوله: وتجعلون رزقكم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية