الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (41) وقرأ حماد بن أبي سليمان "بسيمائهم" بالمد. وتقدم الكلام على ذلك في آخر البقرة.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: فيؤخذ بالنواصي "يؤخذ" متعد، ومع ذلك تعدى بالباء; [ ص: 176 ] لأنه ضمن معنى يسحب، قاله الشيخ . وسحب إنما يعدى بـ "على" قال تعالى: يسحبون في النار على وجوههم فكان ينبغي أن يقول: ضمن معنى يدعون، أي: يدفعون. وقال مكي : "إنما يقال: أخذت الناصية وأخذت بالناصية. ولو قلت: أخذت الدابة بالناصية لم يجز. وحكي عن العرب: أخذت الخطام، وأخذت بالخطام بمعنى. وقد قيل: إن تقديره: فيؤخذ كل واحد بالنواصي، وليس بصواب، لأنه لا يتعدى إلى مفعولين أحدهما بالباء، لما ذكرنا. وقد يجوز أن يتعدى إلى مفعولين أحدهما بحرف جر غير الباء نحو: أخذت ثوبا من زيد.

                                                                                                                                                                                                                                      فهذا المعنى غير الأول، فلا يحسن مع الباء مفعول آخر، إلا أن تجعلها بمعنى: من أجل، فيجوز أن تقول: أخذت زيدا بعمرو، أي: من أجله وبذنبه. انتهى. وفيما قاله نظر، لأنك تقول: أخذت الثوب بدرهم، فقد تعدى بغير "من" أيضا بغير المعنى الذي ذكره.

                                                                                                                                                                                                                                      وأل في النواصي والأقدام ليست عوضا من ضمير عند البصريين فالتقدير: بالنواصي منهم، وهي عند الكوفيين عوض. والناصية: مقدم الرأس. وقد تقدم هذا مستوفى في هود. وفي حديث عائشة رضي الله عنها: "ما لكم لا تنصون ميتكم"، أي: لا تمدون ناصيته. والنصي [ ص: 177 ] مرعى طيب. وقولهم: "فلان ناصية القوم" يحتمل أن يكون من هذا، يعنون أنه طيب منتفع به، أو مثل قولهم: هو رأس القوم.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية