الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      ابن الجراح

                                                                                      الشيخ الجليل العالم المسند أبو القاسم ، عيسى بن علي بن عيسى بن داود بن الجراح البغدادي .

                                                                                      والد الوزير العادل أبي الحسن .

                                                                                      ولد سنة اثنتين وثلاثمائة .

                                                                                      وسمع البغوي ، وابن أبي داود ، وابن صاعد ، وأبا حامد الحضرمي ، وبدر بن الهيثم ، وأبا بكر بن دريد ، ومحمد بن نوح الجنديسابوري ، وأبا بكر بن زياد ، وأبا جعفر بن البهلول ، وأبا عمر محمد بن يوسف القاضي ، وأبا بكر بن مجاهد ، وعدة .

                                                                                      [ ص: 550 ] وأملى عدة مجالس .

                                                                                      حدث عنه : أبو القاسم الأزهري ، وأبو محمد الخلال ، وعلي بن المحسن التنوخي ، وعبد الواحد بن شيطا ، وأبو جعفر بن المسلمة ، وأبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور ، وآخرون .

                                                                                      قال الخطيب : كان ثبت السماع ، صحيح الكتاب .

                                                                                      وقال أبو الفتح ابن أبي الفوارس : كان يرمى بشيء من مذهب الفلاسفة ، توفي في يوم الجمعة أول ربيع الأول سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة .

                                                                                      وقال غيره : مات في ربيع الآخر . وقيل : مات في المحرم .

                                                                                      وله نظم حسن .

                                                                                      قال الخطيب : أنشدني أبو يعلى بن الفراء ، أنشدنا عيسى بن علي لنفسه :

                                                                                      رب ميت قد صار بالعلم حيا ومبقى قد حاز جهلا وغيا     فاقتنوا العلم كي تنالوا خلودا
                                                                                      لا تعدو الحياة في الجهل شيئا

                                                                                      وقال محمد بن إسحاق النديم : كان عيسى أوحد زمانه في علم المنطق والعلوم القديمة ، له مؤلف في اللغة الفارسية .

                                                                                      قلت : لقد شانته هذه العلوم وما زانته ، ولعله رحم بالحديث إن شاء الله .

                                                                                      [ ص: 551 ] أخبرنا أحمد بن إسحاق ، أخبرنا الفتح بن عبد السلام الكاتب ، أخبرنا هبة الله بن الحسين ، أخبرنا أحمد بن محمد البزاز ، حدثنا عيسى بن علي إملاء ، قال : قرئ على بدر بن الهيثم ، وأنا أسمع ، حدثكم أبو سعيد الأشج ، حدثنا عقبة بن خالد ، حدثني أسامة بن زيد ، حدثني محمد بن كعب ، عن عبد الله بن جعفر ، عن علي ، قال : علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن عند الكرب : لا إله إلا الله الحليم الكريم ، سبحان الله رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ، الحمد لله رب العالمين .

                                                                                      رواه غيره بزيادة عبد الله بن شداد بين علي وعبد الله بن جعفر ، وذلك في " سنن " النسائي ، فرواه عن خياط السنة ، عن إسماعيل بن عبيد ، عن محمد بن سلمة ، عن خالد بن يزيد ، عن عبد الوهاب بن بخت ، عن محمد بن عجلان ، عن محمد بن كعب .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية