الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (54) قوله: متكئين : يجوز أن يكون حالا من "من" في قوله: "ولمن خاف"، وإنما جمع حملا على معنى "من" بعد الإفراد حملا على لفظها. وقيل: حال عاملها محذوف أي: يتنعمون متكئين. وقيل: منصوب على الاختصاص. والعامة على "فرش" بضمتين. وأبو حيوة بضمة وسكون وهي تخفيف منها.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: بطائنها من إستبرق هذه الجملة يجوز أن تكون مستأنفة. والظاهر أنها صفة لـ "فرش". و "من إستبرق" قد تقدم الكلام في الإستبرق وما قيل فيه في سورة الكهف. وقال أبو البقاء هنا: "أصل [ ص: 180 ] الكلمة فعل على استفعل فلما سمي به قطعت همزته. وقيل: هو أعجمي. وقرئ بحذف الهمزة وكسر النون، وهو سهو; لأن ذلك لا يكون في الأسماء بل في المصادر والأفعال". انتهى. أما قوله "وهو سهو لأن ذلك لا يكون" إلى آخره، يعني أن حذف الهمزة في الدرج لا يكون إلا في الأفعال والمصادر، وأما الأسماء فلا تحذف همزاتها لأنها همزات قطع. وهذا الكلام أحق بأن يكون سهوا; لأنا أولا لا نسلم أن هذه القراءة من حذف همزة القطع إجراء لها مجرى همزة الوصل. وإنما ذلك من باب نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها، وحركة الهمزة كانت كسرة فحركة النون حركة نقل لا حركة التقاء ساكنين. ثم قوله: "إلا في الأفعال والمصادر" ليس هذا الحصر بصحيح اتفاقا لوجود ذلك في أسماء عشرة ليست بمصادر، ذكرتها في أول هذا الموضوع.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: وجنى الجنتين دان مبتدأ وخبر. ودان أصله دانو مثل غاز، فأعل كإعلاله. وقرأ عيسى بن عمر "وجني" بكسر النون. وتوجيهها: أن يكون أمال الفتحة لأجل الألف، ثم حذف الألف لالتقاء الساكنين، وأبقى إمالة النون فظنت كسرة. وقرئ "وجنى" بكسر الجيم، وهي لغة. والجنى: ما يقطف من الثمار. وهو فعل بمعنى مفعول كالقبض والنقص.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية