الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        فاتقوا الله ما استطعتم [16] "ما" في موضع نصب أي فاتقوا الله قدر ما استطعتم أي قدر استطاعتكم مثل ( واسأل القرية ) وقول قتادة أن هذه الآية ناسخة لقوله جل وعز : ( اتقوا الله حق تقاته ) قول لا يصح ، ولا يقع الناسخ والمنسوخ إلا بالتوقيف أو إقامة الحجة القاطعة ، والآيتان متفقتان لأن الله جل وعز لا يكلف ما لا يستطاع . فمعنى اتقوا الله حق تقاته هو فيما استطعتم ( واسمعوا ) أي ما تؤمرون به ( وأطيعوا وأنفقوا خيرا لأنفسكم ) في نصب "خيرا" أربعة أقوال : مذهب سيبويه أن المعنى وآتوا خيرا لأنفسكم ، وقيل : المعنى يكن خيرا لأنفسكم والقول الثالث إنفاقا خيرا لأنفسكم ، والقول الرابع أن تنصب خيرا بأنفقوا ويكون الخير المال ( ومن يوق شح نفسه ) وحكى الفراء أنه قرئ ( ومن يوق شح نفسه) بكسر الشين ، وهي شاذة ( فأولئك هم المفلحون ) أي الذين ظفروا بما طلبوا .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية