الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4896 (باب منه)

                                                                                                                              وهو في النووي في (الباب الماضي) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 39، 40 ج 17، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، عن أبيه، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه كان يدعو بهذا الدعاء: «اللهم اغفر لي خطيئتي، وجهلي، وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني. اللهم! اغفر لي جدي وهزلي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي. اللهم! اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني. أنت المقدم، وأنت المؤخر، وأنت على كل شيء قدير») .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبي موسى الأشعري) رضي الله عنه (عن النبي، صلى الله عليه) وآله (وسلم أنه كان يدعو بهذا الدعاء: اللهم! اغفر لي: [ ص: 465 ] خطيئتي، وجهلي، وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني. اللهم! اغفر لي جدي وهزلي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي) أي: أنا متصف بهذه الأشياء، اغفرها لي.

                                                                                                                              قيل: قاله تواضعا. وعد على نفسه «فوات الكمال»: ذنوبا.

                                                                                                                              وقيل: أراد ما كان عن سهو.

                                                                                                                              وقيل: ما كان قبل النبوة.

                                                                                                                              وعلى كل حال: فهو صلى الله عليه وآله وسلم مغفور له «ما تقدم من ذنبه وما تأخر» فدعا بهذا وغيره؛ تواضعا؛ لأن الدعاء عبادة. قاله النووي .

                                                                                                                              والظاهر: أنه تعليم للأمة بأن يقولوا هكذا.

                                                                                                                              (اللهم! اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني) .

                                                                                                                              قال أهل اللغة: «الإسراف»: مجاوزة الحد.

                                                                                                                              (أنت المقدم وأنت المؤخر) : تقدم من تشاء من خلقك إلى رحمتك بتوفيقه، وتؤخر من تشاء عن ذلك؛ لخذلانه.

                                                                                                                              (وأنت على كل شيء قدير) هذا بعمومه: يشمل كل شيء من الأشياء، وأمر من الأمور. وهو سبحانه لا يستحيل عليه شيء أبدا. «والقدرة»: صفة من صفاته العليا، تجمع كل مقدور من المقدورات.




                                                                                                                              الخدمات العلمية