الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                صفحة جزء
                خاتمة : أعظم المساجد حرمة المسجد الحرام .

                39 - ثم مسجد المدينة ثم مسجد بيت المقدس .

                40 - ثم الجوامع ثم مساجد المحال ثم مساجد الشوارع ثم مساجد البيوت

                التالي السابق


                ( 39 ) قوله : ثم مسجد المدينة . أقول ذكر الإمام النووي أن هذه الفضيلة مختصة بمسجد النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان في زمانه دون ما زيد فيه بعده فعلى هذا تكون الصلاة في مسجد بيت المقدس أفضل من الصلاة في تلك الزيادة كذا قيل . وقد يقال : إن فناءه في حكمه في الفضيلة تشريفا له والزيادة من الفناء قبل أن يجعل منه .

                ( 40 ) قوله : ثم الجوامع . أقول : قد تقدم في كتاب الصلاة من الفن الثاني أن مسجد المحلة أفضل من الجامع وذكر في الغاية بعد مسجد بيت المقدس مسجد قباء ثم الأقدم فالأقدم ثم الأعظم ، وذكر العلامة أحمد بن العماد في كتابه تسهيل المقاصد إن [ ص: 65 ] أفضل مساجد الأرض الكعبة ثم مسجد أيلة المحيط بالكعبة ثم مسجد المدينة ثم مسجد الأقصى ثم مسجد الطور أما تفضيل الكعبة على المسجد فيدل عليه قوله تعالى { إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا } وأما تفضيل مسجد مكة على ما سواه من مساجد مكة فلأنه أقدم مسجد فيه وقد قال عبد الله بن الحجاج : إن للمسجد العتيق فضلا على غيره ولأن فيه عبادة ليست في غيره وهي الطواف وفي المقام وغير ذلك ، وأما تفضيل الحرم على مسجد المدينة لقوله صلى الله عليه وسلم { صلاة في مسجدي هذا تعدل ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام } فالمسجد الحرام جميع الحرم وحسنات الحرم كل حسنة بمائة ألف حسنة كما قال ابن عباس رضي الله عنهما وأما أن تفضيل بيت المقدس فإن أرض المحشر والمنشر منه { ائتوه فصلوا فيه فإن صلاة فيه كألف صلاة } أخرجه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه وفي رواية عن أحمد { عن بعض نساء النبي صلى الله عليه وسلم قالت يا رسول الله فإن لم تستطع إحدانا أن تأتيه قال إذا لم تستطع إحداكن أن تأتيه فلتبعث له بزيت يسرج فيه فإن من بعث له بزيت يسرج فيه كان كمن صلى فيه } وسئل الجنيد عن قوله تعالى { والتين والزيتون وطور سنين } فقال مسجد الطور وهذا البلد الأمين المسجد الحرام أقسم بهما ; لأنه يذكر بهما .




                الخدمات العلمية