الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (13) قوله: ثلة : خبر مبتدأ مضمر، أي: هم. ويجوز أن يكون مبتدأ خبره مضمر، أي: منهم ثلة، أي: من السابقين، يعني: أن التقسيم وقع في السابقين، وأن يكون مبتدأ خبره: في جنات النعيم أو قوله: "على سرر" فهذه أربعة أوجه.

                                                                                                                                                                                                                                      والثلة: الجماعة من الناس. وقيدها الزمخشري بالكثيرة، وأنشد:


                                                                                                                                                                                                                                      4202 - وجاءت إليهم ثلة خندفية بجيش كتيار من البحر مزبد



                                                                                                                                                                                                                                      ولم يقيدها غيره، بل صرح بأنها الجماعة قلت أو كثرت. وقال الراغب : الثلة قطعة مجتمعة من الصوف، ولذلك قيل للغنم: ثلة. قلت: يعني بفتح الثاء، ومنه قوله:


                                                                                                                                                                                                                                      4203 - أمرعت الأرض لو أن مالا



                                                                                                                                                                                                                                      لو أن نوقا لك أو جمالا

                                                                                                                                                                                                                                      أو ثلة من غنم إما لا

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 198 ] انتهى. ثم قال الراغب : ولاعتبار الاجتماع قيل: "ثلة من الأولين ، وثلة من الآخرين"، أي: جماعة وثللت كذا: تناولت ثلة منه. وثل عرشه: أسقط ثلة منه. والثلل: قصر الأسنان لسقوط ثلة منها. وأثل فمه سقطت أسنانه. وتثللت الركية: تهدمت. انتهى. فقد أطلق أنها الجماعة من غير قيد بقلة ولا كثرة، والكثرة التي فهمها الزمخشري قد تكون من السياق. و"من الأولين" صفة لـ ثلة، وكذلك "من الآخرين" صفة لقليل.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية