الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4899 (باب منه)

                                                                                                                              وهو في النووي، في (الباب الغابر) .

                                                                                                                              [ ص: 468 ] (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 41 جـ 17، المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن زيد بن أرقم قال لا أقول لكم إلا كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كان يقول اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم وعذاب القبر اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها ].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن زيد بن أرقم رضي الله عنه؛ قال: لا أقول لكم، إلا كما كان رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: يقول. قال: كان يقول: اللهم ! إني أعوذ بك) : لفظه "لفظ الخبر"، ومعناه: الدعاء. قالوا: وفي ذلك تحقيق الطلب.

                                                                                                                              (من العجز) ، وهو "عدم القدرة". (والكسل) : وهو التثاقل، والفتور، والتواني عن الأمر.

                                                                                                                              (والجبن) : وهو ضد "الشجاعة". وهي : فضيلة قوة الغضب، وانقيادها للعقل.

                                                                                                                              (والبخل) : هو ضد الكرم.

                                                                                                                              [ ص: 469 ] (والهرم) : وهو أقصى الكبر. وهو في معنى "أرذل العمر". أي: الخرف.

                                                                                                                              (وعذاب القبر) : الواقع على الكفار، ومن شاء الله من عصاة الموحدين. أعاذنا الله تعالى: من كل مكروه.

                                                                                                                              (اللهم ! آت نفسي تقواها. وزكها) أي: طهرها (أنت خير من زكاها) .

                                                                                                                              لفظة "خير": ليست للتفضيل، بل معناه: لا مزكي لها إلا أنت.

                                                                                                                              كما قال: (أنت وليها، ومولاها. اللهم ! إني أعوذ بك من علم لا ينفع.

                                                                                                                              ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع) .

                                                                                                                              استعاذة: من الحرص، والطمع، والشره، وتعلق النفس بالآمال البعيدة.

                                                                                                                              (ومن دعوة لا يستجاب لها) .

                                                                                                                              قال النووي : هذا الحديث، وغيره من الأدعية المسجوعة دليل لما قاله العلماء؛ أن السجع المذموم في الدعاء: هو المتكلف. فإنه يذهب الخشوع والخضوع والإخلاص، ويلهي عن الضراعة والافتقار وفراغ القلب.

                                                                                                                              فأما ما حصل بلا تكلف، ولا إعمال فكر لكمال الفصاحة، ونحو ذلك. أو كان محفوظا: فلا بأس به. بل هو حسن. والله أعلم. انتهى .

                                                                                                                              [ ص: 470 ] قلت: وفي الألفاظ النبوية: كثير من ذلك؛ كقوله: "اللهم ! منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب".

                                                                                                                              وكقوله: "صدق وعده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده".




                                                                                                                              الخدمات العلمية