الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        الله الذي خلق سبع سماوات [12]

                                                                                                                                                                                                                                        يكون اسم الله تعالى بدلا أو على إضمار مبتدأ [والذي نعت] ، ويجوز أن يكون (الله خلق سبع سماوات) مبتدأ وخبره ( ومن الأرض مثلهن ) [ ص: 457 ] عطف ، وحكى أبو حاتم أن عاصما قرأ ( ومن الأرض مثلهن ) قطعه من الأول ورفع بالابتداء . ( يتنـزل الأمر بينهن ) قيل : الضمير يعود على السماوات . والأكثر في كلام العرب أن ما كان بالهاء والنون فهو للعدد القليل ، فعلى هذا يكون الضمير يعود على السماوات . وعلى قول مجاهد يعود على السماوات والأرض . ( لتعلموا أن الله على كل شيء قدير ) تكون لام كي متعلقة بيتنزل ويجوز أن تكون متعلقة بخلق أي خلق السماوات والأرض لتعلموا كنه قدرته وسلطانه ، وأنه لا يتعذر عليه شيء أراده ، ولا يمتنع منه شيء شاءه . ( وأن الله قد أحاط بكل شيء علما ) أي ولتعلموا مع علمكم بقدرته أنه يعلم جميع ما يفعله خلقه فاحذروا أيها المخالفون أمره وسطوته لقدرته عليكم وأنه عالم بما تفعلون ، وجاز إظهار الاسم ولم يقل : وأنه وقال : وأن الله أفخم ، وعلى هذا يتأول قول الشاعر :


                                                                                                                                                                                                                                        لا أرى الموت يسبق الموت شيء نغص الموت ذا الغنى والفقيرا



                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 458 ]

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية