الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم

                                                                                                                                                                                                                                      92 - لن تنالوا البر لن تبلغوا حقيقة البر، أو لن تكونوا أبرارا، أو لن تنالوا بر الله، وهو ثوابه. حتى تنفقوا مما تحبون حتى تكون نفقتكم من أموالكم التي تحبونها وتؤثرونها، وعن الحسن: كل من تصدق ابتغاء وجه الله بما يحبه ولو ثمرة فهو داخل في هذه الآية، قال الواسطي: الوصول إلى البر بإنفاق بعض المحاب، وإلى الرب بالتخلي عن الكونين، وقال أبو بكر الوراق: لن تنالوا بري بكم إلا ببركم بإخوانكم، والحاصل أنه لا وصول إلى المطلوب إلا بإخراج المحبوب، وعن عمر بن عبد العزيز: أنه كان يشتري أعدال السكر ويتصدق بها، فقيل له: لم لا تتصدق بثمنها؟ قال: لأن السكر أحب إلي، فأردت أن أنفق مما أحب وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم أي: هو عليم بكل شيء تنفقونه، فيجازيكم بحسبه. و "من" الأولى للتبعيض لقراءة عبد الله (حتى تنفقوا بعض ما تحبون) والثانية للتبيين، أي: من أي شيء كان الإنفاق ، طيب تحبونه، أو خبيث تكرهونه.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 274 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية