الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (59) و أأنتم : يجوز فيه وجهان، أحدهما: أنه فاعل فعل مقدر أي: أتخلقونه، فلما حذف الفعل لدلالة ما بعده عليه انفصل الضمير، وهذا من باب الاشتغال. والثاني: أن "أنتم" مبتدأ، والجملة بعده خبره. والأول أرجح لأجل أداة الاستفهام.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: أم يجوز فيها وجهان، أحدهما: أنها منقطعة; لأن بعدها جملة، وهي إنما تعطف المفردات. والثاني: أنها متصلة. وأجابوا عن وقوع الجملة بعدها: بأن مجيء الخبر بعد "نحن" أتي به على سبيل التوكيد، إذ لو قال: "أم نحن" لاكتفي به دون الخبر. ونظير ذلك جواب من قال: [من] في الدار؟ زيد في الدار، أو زيد فيها، ولو اقتصر على "زيد" لكان كافيا. قلت: ويؤيد كونها متصلة أن الكلام يقتضي تأويله: أي الأمرين واقع؟ وإذا صلح ذلك كانت متصلة إذ الجملة بتأويل المفرد.

                                                                                                                                                                                                                                      ومفعول "الخالقون" محذوف لفهم المعنى أي: الخالقوه.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ العامة "تمنون" بضم التاء من أمنى يمني. وابن عباس [ ص: 215 ] وأبو السمال بفتحها من منى يمني. وقال الزمخشري : يقال: أمنى النطفة ومناها. قال الله تعالى: من نطفة إذا تمنى انتهى. فظاهر هذا أنه استشهاد للثلاثي، وليس فيه دليل له; إذ يقال من الرباعي أيضا "تمنى" كقول: "أنت تكرم" وهو من أكرم.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية