الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ سعل ]

                                                          سعل : سعل يسعل سعالا وسعلة وبه سعلة ، ثم كثر ذلك حتى قالوا : رماه فسعل الدم أي ألقاه من صدره ; قال :


                                                          فتآيا بطرير مرهف جفرة المحزم منه فسعل



                                                          وسعال وساعل على المبالغة ، كقولهم شغل وشاغل وشعر وشاعر . والساعل : الحلق ; قال ابن مقبل :


                                                          سواف أبوال الحمير محشرج     ماء الجميم إلى سوافي الساعل



                                                          سوافيه : حلقومه ومريئه ; قال الأزهري : والساعل الفم في بيت ابن مقبل :


                                                          على إثر عجاج لطيف مصيره     يمج لعاع العضرس الجون ساعله



                                                          أي فمه ؛ لأن الساعل به يسعل . والمسعل : موضع السعال من الحلق . وسعل سعلا : نشط . وأسعله الشيء : أنشطه ; ويروى بيت أبي ذؤيب :


                                                          أكل الجميم وطاوعته سمحج     مثل القناة وأسعلته الأمرع



                                                          والأعراف : أزعلته . أبو عبيدة : فرس سعل وزعل أي نشيط ، وقد أسعله الكلأ وأزعله بمعنى واحد . والسعل : الشيص اليابس . والسعلاة والسعلا : الغول ، وقيل : هي ساحرة الجن . واستسعلت المرأة : صارت كالسعلاة خبثا وسلاطة ، ويقال ذلك للمرأة الصخابة البذية ; وقال أبو عدنان : إذا كانت المرأة قبيحة الوجه سيئة الخلق شبهت بالسعلاة ، وقيل : السعلاة أخبث الغيلان ، وكذلك السعلا ، يمد ويقصر ، والجمع سعالى سعال وسعليات ، وقيل : هي الأنثى من الغيلان . وفي الحديث : أن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، قال : لا صفر ولا هامة ولا غول ولكن السعالى ; هي جمع سعلاة ، قيل : هم سحرة الجن ، يعني أن الغول لا تقدر أن تغول أحدا وتضله ، ولكن في الجن سحرة كسحرة الإنس لهم تلبيس وتخييل ، وقد ذكرها العرب في شعرها ; قال الأعشى :


                                                          ونساء كأنهن السعالي



                                                          قال أبو حاتم : يريد في سوء حالهن حين أسرن ; وقال لبيد يصف الخيل :


                                                          عليهن ولدان الرجال كأنها     سعالى وعقبان عليها الرحائل



                                                          وقال جران العود :


                                                          هي الغول والسعلاة خلفي منهما     مخدش ما بين التراقي مكدح



                                                          وقال بعض العرب : لم يصف العرب بالسعلاة إلا العجائز والخيل ; وقال شمر : وشبه ذو الإصبع الفرسان بالسعالي فقال :


                                                          ثم انبعثنا أسود عادية     مثل السعالي نقائيا نزعا



                                                          فهي ها هنا الفرسان ، نقائيا : مختارات ، النزع : الذين ينزع كل منهم إلى أب شريف ; وقال أبو زيد : مثل قولهم استسعلت المرأة قولهم عنز نزت في حبل فاستتيست ثم من بعد استتياسها استعنزت ; ومثله :


                                                          إن البغاث بأرضينا يستنسر



                                                          واستنوق الجمل ، واستأسد الرجل ، واستكلبت المرأة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية