الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 34 ] القول في تأويل قوله تعالى ( وإلى مدين أخاهم شعيبا فقال يا قوم اعبدوا الله وارجوا اليوم الآخر ولا تعثوا في الأرض مفسدين ( 36 ) )

يقول - تعالى ذكره - : وأرسلت إلى مدين أخاهم شعيبا ، فقال لهم : ( يا قوم اعبدوا الله ) وحده ، وذلوا له بالطاعة ، واخضعوا له بالعبادة ( وارجوا اليوم الآخر ) يقول : وارجوا بعبادتكم إياي جزاء اليوم الآخر ، وذلك يوم القيامة ( ولا تعثوا في الأرض مفسدين ) يقول : ولا تكثروا في الأرض معصية الله ، ولا تقيموا عليها ، ولكن توبوا إلى الله منها وأنيبوا .

وقد كان بعض أهل العلم بكلام العرب يتأول قوله : ( وارجوا اليوم الآخر ) بمعنى : واخشوا اليوم الآخر ، وكان غيره من أهل العلم بالعربية ينكر ذلك ويقول : لم نجد الرجاء بمعنى الخوف في كلام العرب إلا إذا قارنه الجحد .

التالي السابق


الخدمات العلمية