الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4840 باب في كراهية تمني الموت: لضر ينزل، والدعاء بالخير

                                                                                                                              وعبارة النووي : (باب كراهة تمني الموت، لضر نزل به) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 7 جـ 17، المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به فإن كان لا بد متمنيا فليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي ].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              قال النووي : فيه: التصريح بكراهة تمني الموت، لضر نزل به؛ من مرض، أو فاقة، أو محنة من عدو، أو نحو ذلك من مشاق الدنيا.

                                                                                                                              فأما إذا خاف ضررا في دينه، أو فتنة فيه: فلا كراهة فيه. لمفهوم هذا [ ص: 533 ] الحديث، وغيره. وقد فعل هذا الثاني: خلائق من السلف؛ عند خوف الفتنة في أديانهم.

                                                                                                                              وفيه: أنه إن خالف، ولم يصبر على حاله - في بلواه بالمرض، ونحوه -، فليقل: اللهم ! إلخ.

                                                                                                                              والأفضل: الصبر، والسكون للقضاء. انتهى. قلت: وأورده البخاري، في (باب الدعاء بالموت والحياة) .

                                                                                                                              قال القسطلاني : "نهي خرج في صورة النفي": للتأكيد. وإنما نهى عن ذلك: لأنه في معنى التبرم عن قضاء الله تعالى، في أمر منفعته عائدة على العبد، في آخرته.

                                                                                                                              وقوله: (فليقل) ليس للوجوب. لأن الأمر بعد الحظر : لا يبقى على حقيقته.

                                                                                                                              قال: والله أسأل: أن يطيل عمري في طاعته، ويلبسني أثواب عافيته، ويقبضني على الإسلام والسنة: من غير فتنة ولا محنة، في طيبة الطيبة. وأن يرد ضالتي، ويصلح لي ديني، ودنياي وآخرتي. انتهى. وأقول: اللهم ! ولي بمثل. آمين.




                                                                                                                              الخدمات العلمية