الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين

                                                                                                                                                                                                                                      وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين أي: مقضيا بنبوته مقدرا كونه من الصالحين، وبهذا الاعتبار وقعا حالين ولا حاجة إلى وجود المبشر به وقت البشارة، فإن وجود ذي الحال ليس بشرط، وإنما الشرط مقارنة تعلق الفعل به لاعتبار معنى الحال فلا حاجة إلى تقدير مضاف يجعل عاملا فيهما مثل وبشرناه بوجود إسحاق نبيا من الصالحين، ومع ذلك لا يصير نظير قوله تعالى: فادخلوها خالدين فإن الداخلين كانوا مقدرين خلودهم وقت الدخول، وإسحاق - عليه السلام - لم يكن مقدرا نبوة نفسه وصلاحها حين ما يوجد.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن فسر الغلام بإسحاق جعل المقصود من البشارة نبوته - عليه الصلاة والسلام - وفي ذكر الصلاح بعد تعظيم لشأنه، وإيماء إلى أنه الغاية لها لتضمنها معنى الكمال والتكميل بالفعل على الإطلاق.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية