الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                      باب الواو

                                                                                                                                                                                                                      73- أما قوله: (واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة) فلأنه حمل الكلام على "الصلاة". وهذا كلام منه ما يحمل على الأول ومنه ما يحمل على الآخر. وقال: (والله ورسوله أحق أن يرضوه) فهذا يجوز على الأول والآخر، وأقيس هذا إذا ما كان بالواو أن يحمل عليهما جميعا. تقول: "زيد وعمرو ذاهبان". وليس هذا مثل "أو" لأن "أو" إنما يخبر فيه عن أحد الشيئين. وأنت في

                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 88 ] "أو" بالخيار إن شئت جعلت الكلام على الأول وإن شئت على الآخر، وأن تحمله على الآخر أقيس لأنك إن تجعل الخبر على الاسم الذي يليه فهو أمثل من أن تجاوزه إلى اسم بعيد منه. قال: (وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها) فحمله على الأول، وقال في موضع آخر : (ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه) وقال: (ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا) فحمله على الآخر. وقال الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                      (60) أما الوسامة أو حسن النساء فقد أوتيت منه لو أن العقل محتنك

                                                                                                                                                                                                                      وقال [ ابن أحمر ]:


                                                                                                                                                                                                                      (61) رماني بداء كنت منه ووالدي     بريئا ومن أجل الطوي رماني

                                                                                                                                                                                                                      وقال الآخر: [ عمرو بن امرئ القيس ]:


                                                                                                                                                                                                                      (62) نحن بما عندنا وأنت بما     عندك راض والرأي مختلف

                                                                                                                                                                                                                      وهذا مثل قول البرجمي:


                                                                                                                                                                                                                      (63) من يك أمسى بالمدينة داره     فإني وقيارا بها لغريب

                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية