الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (127) قوله تعالى : ليقطع : في متعلق هذه اللام سبعة أوجه : أحدها : أنها متعلقة بقوله : ولقد نصركم قاله الحوفي ، وفيه بعد لطول الفصل . الثاني : أنها متعلقة بالنصر في قوله : وما النصر إلا من عند الله وفيه نظر من حيث إنه قد فصل بين المصدر ومتعلقه بأجنبي وهو الخبر . الثالث : أنها متعلقة بما تعلق به الخبر وهو قوله : من عند الله والتقدير : وما النصر إلا كائن - أو إلا مستقر - من عند الله ليقطع . والرابع : أنها متعلقة بمحذوف تقديره : أمدكم أو - نصركم - ليقطع . الخامس : أنها معطوفة على قوله : " ولتطمئن " ، حذف حرف العطف لفهم المعنى كقوله : ثلاثة رابعهم كلبهم ، وعلى هذا فتكون الجملة من قوله : وما النصر إلا من عند الله اعتراضية بين المعطوف والمعطوف عليه ، وهو ساقط الاعتبار . السادس : أنها متعلقة بالجعل قاله ابن عطية . السابع : أنها متعلقة بقوله : " يمددكم " ، وفيه بعد للفواصل بينهما .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 391 ] والطرف : المراد به جماعة وطائفة ، و " من الذين " يجوز أن يكون متعلقا بالقطع فتكون "من " لابتداء الغاية . ويجوز أن تتعلق بمحذوف على أنها وصف لـ "طرفا " وتكون "من " للتبعيض .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : أو يكبتهم عطف على "ليقطع " . و "أو " قيل : على بابها من التفصيل أي : ليقطع طرفا من البعض ويكبت بعضا آخرين . وقيل : بل هي بمعنى الواو أي : يجمع عليهم الشيئين .

                                                                                                                                                                                                                                      والكبت : الإصابة بمكروه . وقيل : هو الصرع للوجه واليدين ، وعلى هذين فالتاء أصلية ، وليست بدلا من شيء بل هي مادة مستقلة . وقيل : أصله من كبده إذا أصابه بمكروه ، أثر في كبده وجعا كقولك : رأسته أي : أصبت رأسه ويدل على ذلك قراءة لاحق بن حميد : "أو يكبدهم " بالدال ، والعرب تبدل التاء من الدال قالوا : هرت الثوب وهرده ، وسبت رأسه وسبده . وقد قيل : "إن قراءة لاحق أصلها التاء ، وإنما أبدلت دالا كقولهم : سبد رأسه وهرد الثوب ، والأصل فيهما : التاء " .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : فينقلبوا مرتب على ما تقدم . والخيبة : عدم الظفر بالمطلوب ، خاب يخيب خيبة . و " خائبين " نصب على الحال .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية