الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (5) قوله: ما قطعتم : "ما" شرطية في موضع نصب بـ "قطعتم" و "من لينة" بيان له. و فبإذن الله" جزاء الشرط. ولا بد من [ ص: 280 ] حذف، أي: فقطعها بإذن الله، فيكون "بإذن الله" الخبر لذلك المبتدأ. واللينة فيها خلاف كثير، قيل: هي النخلة مطلقا، وأنشد:


                                                                                                                                                                                                                                      4244 - كأن قتودي فوقها عش طائر على لينة سوقاء تهفو جنوبها



                                                                                                                                                                                                                                      وقال آخر:


                                                                                                                                                                                                                                      4245 - طراق الخوافي واقع فوق لينة     ندى ليله في ريشه يترقرق



                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: هي النخلة ما لم تكن عجوة. وقيل: ما لم تكن عجوة ولا برنية. وقيل: هي النخلة الكريمة. وقيل: ما تمرها لون، وهو نوع من التمر، قال سفيان: هو شديد الصفرة يشف عن نواة. وقيل: هي العجوة. وقيل: هي الفسلان وأنشد:


                                                                                                                                                                                                                                      4246 - غرسوا لينة بمجرى معين     ثم حف النخيل بالآجام



                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 281 ] وقال آخر:


                                                                                                                                                                                                                                      4247 - قد جفاني الأحباب حين تغنوا     بفراق الأحباب من فوق لينه



                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: هي أغصان الشجر للينها.

                                                                                                                                                                                                                                      وفي عين "لينة" قولان، أحدهما: أنها واو لأنه من اللون، وإنما قلبت ياء لسكونها وانكسار ما قبلها كديمة وقيمة. الثاني: أنها ياء لأنها من اللين. وجمع اللينة لين لأنه من باب اسم الجنس كتمرة وتمر. وقد كسر على "ليان" وهو شاذ; لأن تكسير ما يفرق بتاء التأنيث شاذ كرطبة ورطب وأرطاب. وأنشد:


                                                                                                                                                                                                                                      4248 - وسالفة كسحوق الليا     ن أضرم فيه الغوي السعر



                                                                                                                                                                                                                                      والضمير في "تركتموها" عائد على معنى "ما" وقرأ عبد الله والأعمش وزيد بن علي "قوما" على وزن ضرب; جمع "قائم" مراعاة لمعنى "ما" فإنه جمع. وقرئ "قائما" مفردا مذكرا. وقرئ "أصلها" بغير واو. وفيه وجهان، أحدهما: أنه جمع "أصل"، نحو: رهن ورهن. والثاني: أن يكون حذف الواو استثقالا لها. [ ص: 282 ] قوله: وليخزي اللام متعلقة بمحذوف، أي: وليخزي أذن في قطعها، أو ليسر المؤمنين ويعزهم وليخزي.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية