الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                صفحة جزء
                                384 [ ص: 281 ] 28 - باب

                                فضل استقبال القبلة

                                يستقبل بأطراف رجليه القبلة -: قاله أبو حميد، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

                                التالي السابق


                                حديث أبي حميد هذا خرجه البخاري بإسناده بتمامه في " أبواب صفة الصلاة "، وفيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد استقبل بأطراف رجليه القبلة.

                                وخرج ابن حبان في " صحيحه " من حديث عائشة ، قالت: فقدت النبي صلى الله عليه وسلم ليلة من الفراش، فالتمسته، فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في السجود، ناصبا قدميه، مستقبلا بأطراف أصابعه القبلة.

                                وخرجه مسلم ، ولفظه: " وهو في المسجد، وهما منصوبتان ".

                                وقال ابن جريج : عن إبراهيم بن ميسرة ، عن طاوس ما رأيت مصليا كهيئة عبد الله بن عمر أشد استقبالا للكعبة بوجهه وكفيه وقدميه.

                                وروى نافع ، عن ابن عمر قال: إذا سجد أحدكم فليستقبل بيديه القبلة ; فإنهما يسجدان مع الوجه.

                                وروي عنه، قال: كان ابن عمر إذا صلى استقبل القبلة بكل شيء، حتى بنعليه.

                                وروى سالم عن ابن عمر أنه كره أن يعدل كفيه عن القبلة.

                                [ ص: 282 ] وروى المسعودي ، عن عثمان الثقفي ، أن عائشة رأت رجلا مائلا كفيه عن القبلة، فقالت: اعدلهما إلى القبلة.

                                وروى حارثة بن محمد - وفيه ضعف - عن عمرة ، عن عائشة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد وضع يديه وجاه القبلة.

                                خرجه ابن ماجه .

                                واستحب ذلك كثير من السلف، منهم: سالم والقاسم بن محمد والحسن وابن سيرين .

                                وقال حفص بن عاصم : هو من السنة.

                                قال الأثرم : تفقدت أبا عبد الله - يعني: أحمد بن حنبل - في صلاته، فرأيته يفتخ أصابع رجله اليمنى فيستقبل بها القبلة ويجعل بطون أصابع رجله اليمنى مما يلي الأرض.

                                قال: والفتخ - يعني: بالخاء المعجمة - هو أن يكسر أصابعه فيثنيها حتى تكون أطرافها مواجهة للقبلة، ولو لم يفعل ذلك كانت أطرافها إلى غير القبلة.

                                وفي حديث أبي حميد ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد فتخ أصابع رجليه.

                                خرجه أبو داود والترمذي .




                                الخدمات العلمية