الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      ما جاء في عهدة السنة قلت : أرأيت عهدة السنة إنما هو من الجنون والجذام والبرص في قول مالك فقط هذه الثلاثة لا غيرها ؟

                                                                                                                                                                                      قال : نعم .

                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت الوسوسة ؟ قال : إذا ذهب عقله فأطبق عليه فهو بمنزلة الجنون .

                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت إن كان إنما أصابه من الجنون في هذه السنة إنما يخنق رأس كل هلال ؟

                                                                                                                                                                                      قال : يرده .

                                                                                                                                                                                      قلت : فإن أصابه وسوسة رأس كل هلال ؟

                                                                                                                                                                                      قال : يرده .

                                                                                                                                                                                      قلت : فإن أصابه الجنون رأس شهر واحد في السنة ومضى ذلك الشهر فصح أله أن يرده في قول مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : نعم ; لأن الجنون عيب لازم وأمر يعتري المرة بعد المرة ليس برؤه أمرا يعرفه الناس ظاهرا ; ألا ترى لو أن رجلا جن عبد له ثم برأ وصح فباعه ولم يخبر أنه قد كان أصابه الجنون أنه عيب يرد منه ، فكذلك هذا لأن الجنون لا يؤمن أن يعود إليه .

                                                                                                                                                                                      قلت : فإن أصابه الجذام أو البرص في السنة ثم برأ وصح قبل أن يرده المشتري ويعلم به المشتري أله أن يرده على البائع ؟ .

                                                                                                                                                                                      قال : لا إلا أن يكون ذلك عيبا عند أهل [ ص: 374 ] المعرفة بالرقيق ; لأن ما يخاف عودته ويخاف منه كما وصفت لك في الجنون قال : والبرص بهذه المنزلة .

                                                                                                                                                                                      قلت : فإن أصابه بهق أو حمرة أو جرب حتى تسلخ منه وتورم في السنة لا يكون هذا بمنزلة البرص والجذام في قول مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : نعم لا يكون هذا بمنزلة الجذام والبرص في السنة

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية