الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          باب اللام والهاء وما يثلثهما

                                                          [ ص: 213 ] ( لهو ) اللام والهاء والحرف المعتل أصلان صحيحان : أحدهما يدل على شغل عن شيء بشيء ، والآخر على نبذ شيء من اليد .

                                                          فالأول اللهو ، وهو كل شيء شغلك عن شيء ، فقد ألهاك . ولهوت من اللهو . ولهيت عن الشيء ، إذا تركته لغيره . والقياس واحد وإن تغير اللفظ أدنى تغير . ويقولون : إذا استأثر الله تعالى بشيء فاله عنه ، أي اتركه ولا تشتغل به . وفي الحديث في البلل بعد الوضوء : " اله عنه " . وكان ابن الزبير إذا سمع صوت الرعد لهى عن الحديث الذي يقول : تركه وأعرض عنه . وقد يكنى باللهو عن غيره . قال الله تعالى : لو أردنا أن نتخذ لهوا . وقال الحسن وقتادة : أراد باللهو المرأة . وقال قوم : أراد به الولد .

                                                          وأما الأصل الآخر فاللهوة ، وهو ما يطرحه الطاحن في ثقبة الرحى بيده ، والجمع لهى ، وبذلك سمي العطاء لهوة فقيل : هو كثير اللهى . فأما اللهاة فهي أقصى الفم ، كأنها شبهت بثقبة الرحى ، وسميت لهاة لما يلقى فيها من الطعام .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية