الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 4579 ) فصل : وإن ادعاه أكثر من اثنين ، فألحقته بهم القافة ، فنص أحمد ، في رواية مهنا ، أنه يلحق بثلاثة . ومقتضى هذا أنه يلحق بمن ألحقته القافة وإن كثروا . وقال أبو عبد الله بن حامد : لا يلحق بأكثر من اثنين . وهو قول أبي يوسف ; لأنا صرنا إلى ذلك للأثر ، فيقتصر عليه . وقال القاضي : لا يلحق بأكثر من ثلاثة ، وهو قول محمد بن الحسن . وروي ذلك عن أبي يوسف أيضا . ولنا أن المعنى الذي لأجله لحق باثنين ، موجود فيما زاد عليه ، فيقاس عليه ، وإذا جاز أن يلحق من اثنين ، جاز أن يلحق من أكثر من ذلك . وقولهم : إن إلحاقه بالاثنين على خلاف الأصل ممنوع ، وإن سلمناه ، لكنه ثبت لمعنى موجود في غيره ، فيجب تعدية الحكم به ، كما أن إباحة أكل الميتة عند المخمصة أبيح على خلاف الأصل ، لا يمنع من أن يقاس على ذلك مال غيره ، والصيد الحرمي ، وغيرهما من المحرمات ، لوجود المعنى ، وهو إبقاء النفس ، وتخليصها من الهلاك . وأما قول من قال : إنه يجوز إلحاقه بثلاثة ، ولا يزاد على ذلك ، فتحكم ، فإنه لم يقتصر على المنصوص عليه ، ولا عدى الحكم إلى كل ما وجد فيه المعنى ، ولا نعلم في الثلاثة معنى خاصا يقتضي إلحاق النسب بهم ، فلم يجز الاقتصار عليه بالتحكم .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية