الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ سلع ]

                                                          سلع : السلع : البرص ، والأسلع : الأبرص ; قال :


                                                          هل تذكرون على ثنية أقرن أنس الفوارس يوم يهوي الأسلع ؟

                                                          وكان عمرو بن عدس أسلع ، قتله أنس الفوارس بن زياد العبسي يوم ثنية أقرن . والسلع : آثار النار بالجسد . ورجل أسلع : تصيبه النار فيحترق فيرى أثرها فيه . وسلع جلده بالنار سلعا ، وتسلع : تشقق . والسلع : الشق يكون في الجلد ، وجمعه سلوع . والسلع أيضا : شق في العقب ، والجمع كالجمع ، والسلع : شق في الجبل كهيئة الصدع ، وجمعه أسلاع وسلوع ، ورواه ابن الأعرابي و اللحياني سلع ، بالكسر ; وأنشد ابن الأعرابي :


                                                          بسلع صفا لم يبد للشمس بدوة [ ص: 232 ]     إذا ما رآه راكب [ اليم ] أرعدا

                                                          وقولهم سلوع يدل على أنه سلع . وسلع رأسه يسلعه سلعا فانسلع : شقه . وسلعت يده ورجله تسلعت تسلع سلعا مثل زلعت وتزلعت ، وانسلعتا : تشققتا ; قال حكيم بن معية الربعي :


                                                          ترى برجليه شقوقا في كلع     من بارئ حيص ودام منسلع

                                                          ودليل مسلع : يشق الفلاة ; قالت سعدى الجهنية ترثي أخاها أسعد :


                                                          سباق عادية ورأس سرية     ومقاتل بطل وهاد مسلع

                                                          والمسلوعة : الطريق لأنها مشقوقة ; قال مليح :


                                                          وهن على مسلوعة زيم الحصى     تنير وتغشاها هماليج طلح

                                                          والسلعة ، بالفتح : الشجة في الرأس كائنة ما كانت . يقال : في رأسه سلعتان ، والجمع سلعات وسلاع ، والسلع اسم للجمع كحلقة وحلق ، ورجل مسلوع منسلع . وسلع رأسه بالعصا : ضربه فشقه . والسلعة : ما تجر به وأيضا العلق ، وأيضا المتاع ، وجمعها السلع . والمسلع : صاحب السلعة . والسلعة ، بكسر السين : الضواة ، وهي زيادة تحدث في الجسد مثل الغدة ; وقال الأزهري : هي الجدرة تخرج بالرأس وسائر الجسد تمور بين الجلد واللحم إذا حركتها ، وقد تكون لسائر البدن في العنق وغيره ، وقد تكون من حمصة إلى بطيخة . وفي حديث خاتم النبوة : فرأيته مثل السلعة ; قال : هي غدة تظهر بين الجلد واللحم إذا غمزت باليد تحركت . ورجل أسلع : أحدب . وإنه لكريم السليعة أي الخليقة . وهما سلعان وسلعان أي مثلان . وأعطاه أسلاع إبله أي أشباهها ، واحدها سلع وسلع . قال رجل من العرب : ذهبت إبلي فقال رجل : لك عندي أسلاعها أي أمثالها في أسنانها وهيئاتها . وهذا سلع هذا أي مثله وشرواه . والأسلاع : الأشباه ; عن ابن الأعرابي لم يخص به شيئا دون شيء . والسلع سم ; فأما قول ابن . . . :


                                                          يظل يسقيها السمام الأسلعا

                                                          فإنه توهم منه فعلا ثم اشتق منه صفة ثم أفرد لأن لفظ السمام واحد ، وإن كان جمعا أو حمله على السم . والسلع : نبات ، وقيل : شجر مر ; قال بشر :


                                                          يسومون العلاج بذات كهف     وما فيها لهم سلع وقار

                                                          ومنه المسلعة ، كان العرب في جاهليتها تأخذ حطب السلع والعشر في المجاعات وقحوط القطر فتوقر ظهور البقر منها . وقيل : يعقلون ذلك في أذنابها ثم تلعج النار فيه يستمطرون بلهب النار المشبه بسنى البرق ، وقيل : يضرمون فيها النار وهم يصعدونها في الجبل فيمطرون زعموا ; قال الورك الطائي :


                                                          لا در رجال خاب سعيهم     يستمطرون لدى الأزمات بالعشر !
                                                          أجاعل أنت بيقورا مسلعة     ذريعة لك بين الله والمطر ؟

                                                          وقال أبو حنيفة : قال أبو زياد : السلع سم كله ، وهو لفظ قليل في الأرض وله ورقة صفيراء شاكة كأن شوكها زغب ، وهو بقلة تنفرش كأنها راحلة الكلب ، قال : وأخبرني أعرابي من أهل الشراة أن السلع شجر مثل السنعبق إلا أنه يرتقي حبلا خضرا لا ورق لها ، ولكن لها قضبان تلتف على الغصون وتتشبك ، وله ثمر مثل عناقيد العنب صغار ، فإذا أينع اسود فتأكله القرود فقط ; أنشد غيره لأمية بن أبي الصلت :


                                                          سلع ما ومثله عشر ما     عائل ما وعالت البيقورا

                                                          وأورد الأزهري هذا البيت شاهدا على ما يفعله العرب من استمطارهم بإضرام النار في أذناب البقر . وسلع : موضع بقرب المدينة ، وقيل : جبل بالمدينة ; قال تأبط شرا :


                                                          إن بالشعب الذي دون سلع     لقتيلا دمه ما يطل

                                                          قال ابن بري : البيت للشنفرى ابن أخت تأبط شرا يرثيه ; ولذلك قال في آخر القصيدة :


                                                          فاسقنيها يا سواد بن عمرو     إن جسمي بعد خالي لخل

                                                          يعني بخاله تأبط شرا فثبت أنه لابن أخته الشنفرى . والسولع : الصبر المر .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية