الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب

                                                                                                                                                                                                                                      اصبر على ما يقولون من أمثال هذه المقالات الباطلة . واذكر لهم عبدنا داود أي : قصته تهويلا لأمر المعصية في أعينهم، وتنبيها لهم على كمال قبح ما اجترءوا عليه من المعاصي . فإنه صلى الله عليه وسلم مع علو شأنه واختصاصه بعظائم النعم والكرامات لما ألم بصغيرة نزل عن منزلته، ووبخته الملائكة بالتمثيل والتعريض حتى تفطن فاستغفر ربه، وأناب، ووجد منه ما يحكى من بكائه الدائب، وغمه الواصب، وندمه الدائم، فما الظن بهؤلاء الكفرة الأذلين [ ص: 219 ] من كل ذليل المرتكبين لأكبر الكبائر المصرين على أعظم المعاصي ؟ ! أو تذكر قصته عليه الصلاة والسلام وصن نفسك أن تزل فيما كلفت من مصابرتهم، وتحمل أذيتهم كيلا يلقاك ما لقيه من المعاتبة . ذا الأيد أي : ذا القوة . يقال : فلان أيد، وذو أيد . وآد بمعنى وأياد كل شيء ما يتقوى به . إنه أواب رجاع إلى مرضاة الله تعالى، وهو تعليل لكونه ذا الأيد، ودليل على أن المراد به القوة في الدين فإنه عليه الصلاة والسلام كان يصوم يوما، ويفطر يوما، ويقوم نصف الليل .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية