الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما أرشد إنكارهم خصوصيته بالذكر - بنفي شكهم اللازم منه إثبات أنهم على علم بأنه مرسل؛ وأنه أحقهم بالرسالة - إلى أن التقدير: أفيهم غيره من هو أهل لتلقي هذا الذكر؛ حتى ينزله الله عليه؛ ويترك هذا البشير النذير - صلى الله عليه وسلم -؛ عادل به قوله: أم عندهم ؛ أي: خاصة؛ دون غيرهم؛ خزائن رحمة ؛ ولما كان إنزال الوحي إحسانا إلى المنزل عليه؛ عدل عن إفراد الضمير إلى صفة الإحسان؛ المفيدة للتربية؛ فقال - مخاطبا له - صلى الله عليه وسلم - لأنه أضخم لشأنه؛ وأفخم لمقداره ومكانه -: ربك ؛ أي: المحسن إليك بإنزاله؛ ليخصوا به من شاؤوا؛ ويمنعوا من شاؤوا: أهم يقسمون رحمت ربك ولما كان لا يصلح للربوبية إلا الغالب لكل ما سواه؛ المفيض على من يشاء ما يشاء؛ قال: العزيز الوهاب ؛ أي: الذي يغلب كل شيء؛ ولا يغلبه شيء؛ ويفيض على جهة التفضل ما يشاء على من يريد؛ وله صفة الإفاضة؛ [ ص: 338 ] متكررة الآثار على الدوام؛ فلا معطي لما منع؛ ولا مانع لما أعطى.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية