الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (134) قوله تعالى : الذين ينفقون : يجوز في محله الألقاب الثلاثة ، فالجر على النعت أو البدل أو البيان ، والنصب والرفع على القطع المشعر بالمدح .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : والكاظمين يجوز فيه الجر والنصب على ما تقدم فيما قبله . والكظم : الحبس . كظم غيظه أي : حبسه وكظم القربة والسقاء : إذا شد فمويهما مانعا من خروج ما فيهما ، ومنه : الكظام لسير تشد به القربة والسقاء كذلك . والكظم في الأصل : مخرج النفس ، يقال : أخذ بكظمه أي : مخرج نفسه . الكظوم : احتباس النفس ، ويعبر به عن السكون كقولهم : "فلان لا يتنفس " . والمكظوم : الممتلئ غيظا وكأنه لغيظه لا يستطيع أن يتكلم ولا يخرج نفسه ، والكظيم : الممتلئ أسفا ، قال أبو طالب :


                                                                                                                                                                                                                                      1428 - فحضضت قومي واحتسبت قتالهم والقوم من خوف المنايا كظم



                                                                                                                                                                                                                                      وكظم البعير : إذا ترك الاجترار من ذلك ، ومنه قول الراعي :


                                                                                                                                                                                                                                      1429 - وأفضن بعد كظومهن بجرة     من ذي الأباطح إذ رعين حقيلا



                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 396 ] والحقيل : نبت ، وقيل : موضع ، فعلى الأول هو مفعول به وعلى الثاني هو ظرف ، ويكون قد شذ عدم جره بـ "في " لأنه ظرف مكان مختص ، ويكون المفعول محذوفا أي : إذ رعين الكلأ في حقيل ، ولا تقطع الإبل جرتها إلا عند الفزع ، ومنه قول أعشى باهلة يصف رجلا يكثر نحر الإبل :


                                                                                                                                                                                                                                      1430 - قد تكظم البزل منه حين تبصره     حتى تقطع في أجوافها الجرر



                                                                                                                                                                                                                                      والجرر جمع جرة . و الكظامة : حلقة من حديد تكون في طرف الميزان تجمع فيها خيوطه ، وهي أيضا السير الذي يوصل بوتر القوس ، والكظائم : خروق بين اليدين يجري منها الماء إلى الأخرى ، كل ذلك تشبيها بمجرى النفس .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية