الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      فيمن التبست عليه الشهور فصام رمضان قبل دخوله أو بعده قلت : أرأيت الأسير في أرض العدو إذا التبست عليه الشهور فصام شهرا ينوي به رمضان فصام قبله ؟

                                                                                                                                                                                      قال : بلغني عن مالك ولم أسمعه منه أنه قال : إن صام قبله لم يجزه وإن صام بعده أجزأه .

                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت لو أن رجلا التبست عليه الشهور مثل الأسير والتاجر في أرض الحرب وغيرهما فصام شهرا تطوعا لا ينوي به رمضان فكان الشهر الذي صامه رمضان ؟ فقال : لا يجزئه وعليه أن يستقبل قضاء رمضان ; لأن مالكا قال : لو أن رجلا أصبح في أول يوم من رمضان وهو لا يعلم أنه من رمضان فصامه متطوعا ، ثم جاءه الخبر أنه من رمضان ، قال : لا يجزئه وعليه أن يعيده . وقال سحنون : وقد ذكر لنا عن ربيعة ما يشبه هذا وهذا من ذلك الباب وقد قال أشهب مثل قول ابن القاسم سواء . قال أشهب : لأنه لم ينو به رمضان وإنما نوى به التطوع .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية