الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4958 باب: ما أحد أغير من الله عز وجل

                                                                                                                              وقال النووي: (باب غيرة الله تعالى، وتحريم الفواحش).

                                                                                                                              [ ص: 79 ] (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 78 ج 17، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن عبد الله بن مسعود؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس أحد أحب إليه المدح: من الله عز وجل. من أجل ذلك: مدح نفسه. وليس أحد أغير: من الله. من أجل ذلك: حرم الفواحش. وليس أحد، أحب إليه العذر: من الله. من أجل ذلك: أنزل الكتاب، وأرسل الرسل»).

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم: ليس أحد أحب إليه المدح: من الله عز وجل. من أجل ذلك: مدح نفسه).

                                                                                                                              حقيقة هذا، مصلحة للعباد. لأنهم يثنون عليه سبحانه وتعالى: فيثيبهم، فينتفعون. وهو- سبحانه - غني عن العالمين. لا ينفعه مدحهم، ولا يضره تركهم ذلك.

                                                                                                                              وفيه: تنبيه على فضل الثناء عليه سبحانه وتعالى، وتسبيحه، وتهليله، وتحميده، وتكبيره، وسائر الأذكار".

                                                                                                                              [ ص: 80 ] (وليس أحد أغير: من الله عز وجل) وفي رواية: «لا شيء أغير إلخ». (من أجل ذلك: حرم الفواحش).

                                                                                                                              «الغيرة»: بفتح الغين. وهي في حقنا الأنفة. وأما في حق الله تعالى، فقد فسرها بما يأتي بعد هذا، في حديث أبي هريرة.

                                                                                                                              وفي رواية أخرى: «حرم الفواحش: ما ظهر منها، وما بطن». «والفواحش»: جمع فاحشة. وهي كل خصلة قبيحة: من الأقوال، والأفعال.

                                                                                                                              (وليس أحد أحب إليه العذر: من الله. من أجل ذلك: أنزل الكتاب، وأرسل الرسل).

                                                                                                                              قال عياض: يحتمل أن المراد: «الاعتذار». أي: اعتذار العباد إليه سبحانه: من تقصيرهم، وتوبتهم: من معاصيهم، فيغفر لهم. كما قال تعالى: وهو الذي يقبل التوبة عن عباده .




                                                                                                                              الخدمات العلمية