الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب

                                                                                                                                                                                                                                      قال بدل من أناب، وتفسير له . رب اغفر لي أي : ما صدر عني من الزلة . وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي لا يتسهل له، ولا يكون ليكون معجزة لي مناسبة لحالي، فإنه عليه الصلاة والسلام لما نشأ في بيت الملك والنبوة وورثهما معا، استدعى من ربه معجزة جامعة لحكمهما، أو لا ينبغي لأحد أن يسلبه مني بعد هذه السلبة، أو لا يصح لأحد من بعدي لعظمته، كقولك لفلان : ما ليس لأحد من الفضل والمال . على إرادة وصف الملك بالعظمة لا أن لا يعطى أحد مثله، فيكون منافسة، وقيل : كان ملكا عظيما فخاف أن يعطى مثله أحد فلا يحافظ على حدود الله تعالى . وتقديم الاستغفار على الاستيهاب لمزيد اهتمامه بأمر الدين جريا على سنن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والصالحين، وكون ذلك أدخل في الإجابة، وقرئ : ( لي ) بفتح الياء . إنك أنت الوهاب تعليل للدعاء بالمغفرة والهبة معا، لا بالأخيرة فقط فإن المغفرة أيضا من أحكام وصف الوهابية قطعا .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية