الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (2) قوله: اتخذوا : قد تقدم أنه يجوز أن يكون جوابا للشرط، ويجوز أن يكون مستأنفا، جيء به لبيان كذبهم وحلفهم عليه، أي: أن الحامل لهم على الإيمان اتقاؤهم بها عن أنفسهم. والعامة على فتح الهمزة جمع "يمين" والحسن بكسرها مصدرا. وتقدم مثله في المجادلة. والجنة: الترس ونحوه، وكل ما يقيك سوءا. ومن كلام الفصحاء: "جبة البرد جنة البرد"، وقال أعشى همدان :


                                                                                                                                                                                                                                      4263 - إذا أنت لم تجعل لعرضك جنة من المال سار الذم كل مسير



                                                                                                                                                                                                                                      قوله: ساء ما كانوا يجوز أن تكون الجارية مجرى بئس، وأن تكون على بابها، والأول أظهر، وقد تقدم حكم كل منهما ولله الحمد، وقوله: فطبع هذه قراءة العامة أعني بناءه للمفعول. والقائم مقام الفاعل الجار بعده. وزيد بن علي "وطبع" مبنيا للفاعل. وفي الفاعل وجهان، أحدهما: أنه ضمير عائد على الله تعالى، ويدل عليه قراءة الأعمش، وقراءته هو في رواية عنه "فطبع الله" مصرحا بالجلالة. والثاني: أن الفاعل ضمير يعود على المصدر المفهوم مما قبله، أي: فطبع هو، أي: تلعابهم بالدين.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية