الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما تسبب عن دعائه الإجابة؛ أعلم به - سبحانه - بقوله: فسخرنا ؛ أي: ذللنا؛ بما لنا من العظمة؛ له الريح ؛ لإرهاب العدو؛ وبلوغ المقاصد؛ عوضا عن الخيل؛ التي خرج عنها لأجلنا; ثم بين التسخير بقوله - مستأنفا -: تجري بأمره رخاء ؛ أي: حال كونها لينة غاية اللين؛ منقادة يدرك بها ما لا يدرك بالخيل؛ غدوها شهر ورواحها شهر ؛ وكل من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه؛ وهو هنا مبالغة من الرخاوة؛ ولما كانت إصابته لما يشاء ملازمة لإرادته؛ عبر بها عنها؛ لأنها المقصود بالذات؛ فقال: حيث أصاب ؛ أي: أراد إصابة شيء من الأشياء؛ وقد جعل الله [ ص: 385 ] لنبينا - صلى الله عليه وسلم - أعظم من ذلك؛ وهو أن العدو يرعب منه إلى مسيرة شهر؛ من جوانبه الأربعة؛ فهي أربعة أشهر؛

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية