الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 176 ] القول في تأويل قوله تعالى : ( ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رءوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون ( 12 ) )

يقول - تعالى ذكره - لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - : لو ترى يا محمد هؤلاء القائلين : ( أئذا ضللنا في الأرض أئنا لفي خلق جديد ) إذ هم ناكسوا رءوسهم عند ربهم حياء من ربهم . للذي سلف منهم من معاصيه في الدنيا ، يقولون : يا ( ربنا أبصرنا ) ما كنا نكذب به من عقابك أهل معاصيك ( وسمعنا ) منك تصديق ما كانت رسلك تأمرنا به في الدنيا ( فارجعنا ) يقول : فارددنا إلى الدنيا نعمل فيها بطاعتك ، وذلك العمل الصالح ( إنا موقنون ) يقول : إنا قد أيقنا الآن ما كنا به في الدنيا جهالا من وحدانيتك وأنه لا يصلح أن يعبد سواك ، ولا ينبغي أن يكون رب سواك ، وأنك تحيي وتميت ، وتبعث من في القبور بعد الممات والفناء وتفعل ما تشاء .

وبنحو ما قلنا في قوله : ( ناكسو رءوسهم ) قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد قوله : ( ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رءوسهم عند ربهم ) قال : قد حزنوا واستحيوا .

التالي السابق


الخدمات العلمية