الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      باب في توكيد السحور

                                                                      2343 حدثنا مسدد حدثنا عبد الله بن المبارك عن موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص عن عمرو بن العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر

                                                                      التالي السابق


                                                                      السحور بالضم مصدر وبالفتح اسم ما يتسحر به من الطعام والشراب ، والمحفوظ عند المحدثين الفتح .

                                                                      ( عن أبيه ) أي لموسى وهو علي . قال في التقريب علي بن رباح بن قصير ضد الطويل اللخمي أبو عبد الله البصري ثقة ، والمشهور فيه علي بالتصغير ، وكان يغضب منها من صغار الثالثة ، مات سنة بضع عشرة ومائة .

                                                                      ( إن فصل ما بين صيامنا ) الفصل بمعنى الفاصل وما موصولة وإضافته من إضافة الموصوف إلى الصفة أي الفارق الذي بين صيامنا وصيام أهل الكتاب . قاله في فتح الودود . وقال علي القاري : ما زائدة أضيف إليها الفصل بمعنى الفرق ( أكلة السحر ) : بفتح الهمزة المرة وإن كثر المأكول . وقال زين العرب : الأكلة بالضم : اللقمة . وقال التوربشتي : والمعنى أن السحور هو الفارق بين صيامنا وصيام أهل الكتاب لأن الله تعالى أباحه لنا إلى الصبح بعد ما كان حراما علينا أيضا في بدء الإسلام وحرمه عليهم بعد أن يناموا أو مطلقا ومخالفتنا إياهم تقع موقع الشكر لتلك النعمة . انتهى . وفي القاموس : السحر هو قبيل الصبح ، وفي الكشاف هو السدس الأخير من الليل . قاله علي القاري .

                                                                      وقال الخطابي : معنى هذا الكلام الحث على السحور وفيه إعلام بأن هذا الدين يسر [ ص: 377 ] لا عسر فيه ، وكان أهل الكتاب إذا ناموا بعد الإفطار لم يحل لهم معاودة الأكل والشرب إلى وقت الفجر بقوله عز وجل وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر

                                                                      قال المنذري : والحديث أخرجه مسلم والترمذي والنسائي .




                                                                      الخدمات العلمية