الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                باب ما يقول إذا قفل من سفر الحج وغيره

                                                                                                                1344 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر ح وحدثنا عبيد الله بن سعيد واللفظ له حدثنا يحيى وهو القطان عن عبيد الله عن نافع عن عبد الله بن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قفل من الجيوش أو السرايا أو الحج أو العمرة إذا أوفى على ثنية أو فدفد كبر ثلاثا ثم قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده وحدثني زهير بن حرب حدثنا إسمعيل يعني ابن علية عن أيوب ح وحدثنا ابن أبي عمر حدثنا معن عن مالك ح وحدثنا ابن رافع حدثنا ابن أبي فديك أخبرنا الضحاك كلهم عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله إلا حديث أيوب فإن فيه التكبير مرتين

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( قفل من الجيوش ) أي رجع من الغزو .

                                                                                                                قوله : ( إذا أوفى على ثنية أوفدفد كبر ) معنى ( أوفد ) ارتفع وعلا ، و ( الفدفد ) بفائين مفتوحتين بينهما دال مهملة ساكنة وهو الموضع الذي فيه غلظ وارتفاع ، وقيل : هو الفلاة التي لا شيء فيها ، وقيل : غليظ الأرض ذات الحصى ، وقيل : الجلد من الأرض في ارتفاع ، وجمعه فدافد .

                                                                                                                قوله صلى الله عليه وسلم : ( آيبون ) أي راجعون .

                                                                                                                [ ص: 474 ] قوله صلى الله عليه وسلم : ( صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ) أي صدق وعده في إظهار الدين ، وكون العاقبة للمتقين ، وغير ذلك من وعده سبحانه إن الله لا يخلف الميعاد ، وهزم الأحزاب وحده ؛ أي من غير قتال من الآدميين ، والمراد الأحزاب الذين اجتمعوا يوم الخندق وتحزبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأرسل الله عليهم ريحا وجنودا لم تروها ، وبهذا يرتبط قوله صلى الله عليه وسلم : ( صدق الله ) تكذيبا لقول المنافقين والذين في قلوبهم مرض : ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا هذا هو المشهور أن المراد أحزاب يوم الخندق ، قال القاضي : وقيل : يحتمل أن المراد أحزاب الكفر في جميع الأيام والمواطن . والله أعلم .




                                                                                                                الخدمات العلمية