الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ سمح ]

                                                          سمح : السماح والسماحة : الجود . سمح سماحة وسموحة وسماحا : جاد ; ورجل سمح وامرأة سمحة من رجال ونساء سماح وسمحاء فيهما ، حكى الأخيرة الفارسي عن أحمد بن يحيى . ورجل سميح ومسمح ومسماح : سمح ; ورجال مساميح ونساء مساميح ; قال جرير :


                                                          غلب المساميح الوليد سماحة وكفى قريش المعضلات وسادها

                                                          وقال آخر :


                                                          في فتية بسط الأكف مسامح     عند الفضال نديمهم لم يدثر

                                                          وفي الحديث : يقول الله عز وجل : أسمحوا لعبدي كإسماحه إلى عبادي ; الإسماح : لغة في السماح ; يقال : سمح وأسمح إذا جاد وأعطى عن كرم وسخاء ; وقيل : إنما يقال في السخاء سمح ، وأما أسمح فإنما يقال في المتابعة والانقياد ; ويقال : أسمحت نفسه إذا انقادت ، والصحيح الأول ; وسمح لي فلان أي أعطاني ; وسمح لي بذلك يسمح سماحة . وأسمح وسامح : وافقني على المطلوب ; أنشد ثعلب :


                                                          لو كنت تعطي حين تسأل سامحت     لك النفس واحلولاك كل خليل

                                                          [ ص: 250 ] والمسامحة : المساهلة . وتسامحوا : تساهلوا . وفي الحديث المشهور : السماح رباح أي المساهلة في الأشياء تربح صاحبها . وسمح وتسمح : فعل شيئا فسهل فيه ; وأنشد ثعلب :


                                                          ولكن إذا ما جل خطب فسامحت     به النفس يوما كان للكره أذهبا

                                                          ابن الأعرابي : سمح له بحاجته أسمح أي سهل له . وفي الحديث : أن ابن عباس سئل عن رجل شرب لبنا محضا أيتوضأ ؟ قال : اسمح يسمح لك ; قال شمر : قال الأصمعي معناه سهل يسهل لك وعليك ; وأنشد :


                                                          فلما تنازعنا الحديث وأسمحت

                                                          قال : أسمحت أسهلت وانقادت ; أبو عبيدة : اسمح يسمح لك بالقطع والوصل جميعا . وفي حديث عطاء : اسمح يسمح بك . وقولهم : الحنيفية السمحة ; ليس فيها ضيق ولا شدة . وما كان سمحا ، ولقد سمح ، بالضم ، سماحة وجاد بما لديه . وأسمحت الدابة بعد استصعاب : لانت وانقادت . ويقال : سمح البعير بعد صعوبته إذا ذل ، وأسمحت قرونته لذلك الأمر إذا أطاعت وانقادت . ويقال : أسمحت قرينته إذا ذل واستقام ، وسمحت الناقة إذا انقادت فأسرعت ، وأسمحت قرونته سامحت كذلك أي ذلت نفسه وتابعت . ويقال : فلان سميح لميح وسمح لمح . والمسامحة : المساهلة في الطعان والضراب والعدو ; قال :


                                                          وسامحت طعنا بالوشيح المقوم

                                                          وتقول العرب : عليك بالحق فإن فيه لمسمحا أي متسعا ، كما قالوا : إن فيه لمندوحة ; وقال ابن مقبل :


                                                          وإني لأستحيي وفي الحق مسمح     إذا جاء باقي العرف أن أتعذرا

                                                          قال ابن الفرج حكاية عن بعض الأعراب قال : السباح والسماح بيوت من أدم ; وأنشد :


                                                          إذا كان المسارح كالسماح

                                                          وعود سمح بين السماحة والسموحة : لا عقدة فيه . ويقال : ساجة سمحة إذا كان غلظها مستوي النبتة وطرفاها لا يفوتان وسطه ، ولا جميع ما بين طرفيه من نبتته وإن اختلف طرفاه وتقاربا ، فهو سمح أيضا ; قال الشافعي : وكل ما استوت نبتته حتى يكون ما بين طرفيه منه ليس بأدق من طرفيه أو أحدهما ; فهو من السمح . وتسميح الرمح : تثقيفه . وقوس سمحة : ضد كزة ; قال صخر الغي :


                                                          وسمحة من قسي زارة حم     راء هتوف عدادها غرد

                                                          ورمح مسمح : ثقف حتى لان . والتسميح : السرعة ; قال :


                                                          سمح واجتاب بلادا قيا

                                                          وقيل : التسميح السير السهل . وقيل : سمح هرب .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية