الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                          صفحة جزء
                                          قوله تعالى: واعتصموا بحبل الله جميعا آية : 103

                                          [3914] حدثنا الحسن بن عرفة ، ثنا يحيى بن اليمان ، عن حمزة الزيات ، عن سعد الطائي، عن ابن أخي الحارث الأعور ، عن الحارث ، عن علي ، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كتاب الله: هو حبل الله المتين"

                                          الوجه الثاني:

                                          [3915] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن الأوزاعي ، عن يزيد الرقاشي ، عن أنس بن مالك ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: افترقت بنو إسرائيل على إحدى وسبعين فرقة، وإن أمتي ستفترق على اثنتين وسبعين فرقة كلهم في النار إلا واحدة. قالوا: يا رسول الله: ومن هذه الواحدة؟ قال: الجماعة. قال: فقبض يده ثم قال: واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا

                                          [3916] حدثنا علي بن إبراهيم الواسطي ، ثنا يزيد بن هارون ، عن إسماعيل، عن الشعبي ، عن ثابت بن (قطبة)، قال: سمعت عبد الله بن مسعود ، يخطب وهو يقول: يا أيها الناس عليكم بالطاعة والجماعة، فإنهما حبل الله الذي أمر به.

                                          [ ص: 724 ] الوجه الثالث:

                                          [3917] حدثنا أبي ، ثنا أبو سلمة ، ثنا مبارك يعني ابن فضالة، عن الحسن في قول الله عز وجل: واعتصموا بحبل الله جميعا قال: بطاعته.

                                          والوجه الرابع:

                                          [3918] حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن عبد الرحمن ، ثنا عبد الله بن أبي جعفر ، عن أبيه، عن أبي العالية ، في قوله: واعتصموا بحبل الله جميعا يقول: اعتصموا بالإخلاص لله وحده.

                                          والوجه الخامس:

                                          [3919] حدثنا الحسن بن أبي الربيع ، أنبأ عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة : واعتصموا بحبل الله جميعا قال: بعهد الله وبأمره.

                                          قوله تعالى: ولا تفرقوا

                                          [3920] حدثنا أبي ، ثنا عمرو بن علي الصيرفي، حدثني عبد ربه بن بارق الحنفي، وأثنى عليه خيرا، حدثني سماك بن الوليد الحنفي، أنه لقي ابن عباس بالمدينة فقال: ما يقول في سلطان علينا يظلمونا ويشتمونا ويعتدون علينا في صدقاتنا ألا نمنعهم؟ قال: لا، أعطهم يا حنفي، فإن أباك أهذب الشفتين منتفش المنخرين، يعني زنجيا، وأعطه صدقتك، فلنعم القلوص قلوص يؤمر الرجل بين عرسه ووطبه، يعني زوجته وقربة اللبن، ثم أخذ ذراعي فغمزها وقال: يا حنفي: الجماعة، الجماعة، إنما هلكت الأمم الخالية بتفرقها، أما سمعت قول الله عز وجل: واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا

                                          [3921] حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن عبد الرحمن ، ثنا عبد الله بن أبي جعفر ، عن أبيه، عن الربيع ، عن أبي العالية ، في قول الله تعالى: ولا تفرقوا يقول: لا تعادوا عليه يقول: على الإخلاص، وكونوا عليه إخوانا.

                                          قوله تعالى: واذكروا نعمة الله عليكم

                                          [3922] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، قوله: " نعمة الله " يقول: عافية الله.

                                          [ ص: 725 ] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا شبابة ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله: واذكروا نعمة الله عليكم قال: النعم آلاء الله.

                                          قوله تعالى: إذ كنتم أعداء

                                          [3924] قرأت على محمد بن الفضل بن موسى، ثنا محمد بن علي بن الحسن، أنبأ محمد بن مزاحم ، عن بكير بن معروف ، عن مقاتل بن حيان ، قوله: واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء في الجاهلية.

                                          [3925] حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن عبد الرحمن ، ثنا عبد الله بن أبي جعفر ، عن أبيه، عن الربيع ، قوله: إذ كنتم أعداء يقتل بعضكم بعضا، ويأكل شديدكم ضعيفكم حتى جاء الله بالإسلام فألف به بينكم.

                                          الوجه الثاني:

                                          [3926] أخبرنا علي بن المبارك ، فيما كتب إلي، ثنا زيد بن المبارك ، ثنا ابن ثور ، عن ابن جريج : إذ كنتم أعداء قال: ما كان بين الأوس والخزرج في شأن عائشة رضي الله عنها.

                                          قوله تعالى: فألف بين قلوبكم

                                          [3927] حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي ، ثنا أحمد بن المفضل ، ثنا أسباط ، عن السدي ، قوله: واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم بالإسلام. وروي عن مجاهد ومقاتل بن حيان والربيع بن أنس نحو ذلك.

                                          [3928] حدثنا أبي ، ثنا أبو معمر عبد الله بن أبي الحجاج المنقري، ثنا عبد الوارث ، ثنا علي بن زيد ، عن أنس بن مالك ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر الأنصار بم تمنون علي؟ أليس جئتكم ضلالا فهداكم الله بي؟ وجئتكم أعداء فألف الله بين قلوبكم؟. قالوا: بلى يا رسول الله.

                                          قوله تعالى: فأصبحتم بنعمته إخوانا

                                          [3929] قرأت على محمد بن الفضل ، ثنا محمد بن علي بن الحسن، ثنا محمد بن مزاحم ، عن بكير بن معروف ، عن مقاتل بن حيان ، فأصبحتم بنعمته برحمته يعني: الإسلام إخوانا، والمؤمنون إخوة.

                                          [ ص: 726 ] قوله تعالى: وكنتم على شفا حفرة من النار

                                          [3930] حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم ، ثنا أحمد بن مفضل ، ثنا أسباط ، عن السدي : قوله: وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم يقول: كنتم على طرف النار من مات منكم وقع في النار.

                                          قوله تعالى: فأنقذكم منها

                                          [3931] وبه عن السدي : فأنقذكم منها قال: فبعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم، فاستنقذكم به من تلك الحفرة.

                                          [3932] قرأت على محمد بن الفضل ، ثنا محمد بن علي ، ثنا محمد بن مزاحم ، عن بكير بن معروف ، عن مقاتل بن حيان ، قوله: وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها قال: أنقذكم الله من الشرك إلى الإيمان.

                                          قوله تعالى: كذلك يبين الله لكم آياته

                                          [3933] حدثنا أبو بكر بن أبي موسى ، ثنا هارون بن حاتم ، ثنا عبد الرحمن بن أبي حماد، ثنا أسباط ، عن السدي ، عن أبي مالك ، قوله: كذلك يعني هكذا

                                          [3934] حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحيى بن بكير ، حدثني ابن لهيعة ، حدثني عطاء بن دينار، عن سعيد بن جبير قول الله تعالى: لكم آياته يعني ما بين في هذه الآية.

                                          قوله تعالى: لعلكم تهتدون

                                          [3935] حدثنا موسى بن أبي موسى الأنصاري، ثنا هارون بن حاتم ، ثنا عبد الرحمن بن أبي حماد، عن أسباط ، عن السدي ، عن أبي مالك ، قوله: " لعل " أي: كي

                                          التالي السابق


                                          الخدمات العلمية