الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما دلت هذه الجملة على هذا المدح البليغ؛ عطف عليه ما يلازم الإخلاص فقال - مؤكدا لمثل ما تقدم من التنبيه على أنهم ممن يغتبط بمدحهم؛ وردا على من ربما ظن خلاف ذلك؛ بكثرة مصائبهم في الدنيا -: وإنهم عندنا ؛ أي: على ما لنا من العظمة؛ والخبرة؛ لمن المصطفين ؛ المبالغ في تصفيتهم؛ مبالغة كأنها بعلاج؛ الأخيار ؛ الذين كل واحد منهم بخير بليغ في الخير؛ وإصابتنا إياهم بالمصائب دليل ذلك؛ لا دليل عكسه؛ كما يظنه من طمس قلبه؛ والآية من الاحتباك: ذكر "أخلصناهم"؛ أولا؛ دليل على "اصطفيناهم"؛ ثانيا؛ و"المصطفين"؛ دليلا على "المخلصين"؛ أولا؛ وسر ذلك أن الإخلاص يلزم منه الاصطفاء؛ لا سيما إذا أسنده إليه؛ بخلاف العكس؛ بدليل: ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية