الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      أتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار

                                                                                                                                                                                                                                      أتخذناهم سخريا بهمزة استفهام سقطت لأجعلها همزة الوصل، والجملة استئناف لا محل لها من الإعراب . قالوه إنكارا على أنفسهم، وتأنيبا لها في الاستسخار منهم . أم زاغت عنهم الأبصار متصل باتخذناهم على أن "أم" متصلة، والمعنى أي الأمرين فعلنا بهم الاستسخار منهم، أم الازدراء بهم وتحقيرهم وإن أبصارنا كانت تزيغ عنهم، وتقتحمهم . على معنى إنكار كل واحد من الفعلين على أنفسهم توبيخا لها، أو على أنها منقطعة، والمعنى أتخذناهم سخريا بل أزاغت عنهم أبصارنا، كقولك : أزيد عندك، أم عندك عمرو ؟ على معنى توبيخ أنفسهم على الاستسخار، ثم الإضراب والانتقال منه إلى التوبيخ على الازدراء والتحقير . وقرئ : ( اتخذناهم ) بغير همزة على أنه صفة أخرى لرجالا فقوله تعالى : أم زاغت متصل بقوله : ما لنا لا نرى والمعنى ما لنا لا نراهم في النار، أليسوا فيها فلذلك لا نراهم، أم زاغت عنهم أبصارنا وهم فيها ؟ ! وقد جوز أن تكون الهمزة مقدرة على هذه القراءة، وقرئ : ( سخريا ) بضم السين .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية