الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما قدم أن لأهل الطاعة فاكهة وشرابا؛ وكان ما وصف به مأوى العصاة لا يكون إلا عذابا؛ وكان مفهما - لا محالة - أن الحرارة تسيل من أهل النار عصارة من صديد وغيره؛ قال: هذا ؛ أي: العذاب للطاغين؛ فليذوقوه ؛ ثم فسره بقوله: حميم ؛ أي: ماء حار؛ وأشار بالعطف بالواو إلى تمكنه في كل من الوصفين؛ فقال: وغساق [ ص: 406 ] أي: سيل منتن عظيم جدا؛ بارد؛ أسود؛ مظلم؛ شديد في جميع هذه الصفات؛ من صديد ونحوه؛ وهو في قراءة الجماعة - بالتخفيف - اسم؛ كـ "العذاب"؛ و"النكال"؛ من "غسقت عينه"؛ أي: سالت؛ و"غسق الشيء"؛ أي: امتلأ؛ ومنه "الغاسق"؛ للقمر؛ لامتلائه؛ وكماله؛ وفي قراءة حمزة ؛ والكسائي ؛ وحفص - بالتشديد - صفة؛ كـ "الخباز"؛ و"الضراب"؛ تشير إلى شدة أمره في جميع ما استعمل فيه من السيلان؛ والبرد؛ والسواد.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية