الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4 - ذكر ما يدل على أن ابتداء الإيمان أن يؤمن العبد بالله عز وجل وحده وكتبه ورسله . . . . إلخ .

4 - أخبرنا عبد الله بن إبراهيم بن الصباح ، ثنا محمد بن عيسى الزجاج ، وأخبرنا أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب ، وعلي بن محمد بن نصر ، قالا : ثنا إبراهيم بن عبد الله بن حاتم البصري ، ثنا عبد الرحمن بن حماد الشعيثي ، ثنا كهمس بن الحسن ، عن عبد الله بن بريدة ، عن يحيى بن يعمر ، قال [ ص: 125 ] : أول من قال في هذا القدر بالبصرة معبد الجهني ، قال فانطلقت أنا وحميد بن عبد الرحمن الحميري حاجين أو معتمرين ، قال : فقلنا : لو لقينا أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فنسأله عما يقول هؤلاء في القدر ، قال : فوافقنا عبد الله بن عمر وهو داخل المسجد فاكتنفته أنا وصاحبي أحدنا عن يمينه والآخر عن يساره ، قال : فظننت أن صاحبي سيكل الكلام إلي ، فقلت : يا أبا عبد الرحمن إنه ظهر قبلنا ناس يقرؤون القرآن ، ويتقفرون العلم ويزعمون أن لا قدر ، إنما الأمر أنف ، قال : فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم ، وأنهم مني براء ، والذي يحلف به عبد الله لو كان لأحدهم مثل أحد ذهبا ، ثم أنفقه ما قبل منه حتى يؤمن بالقدر ، ثم قال : حدثني عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : بينما نحن عند نبي الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد سواد الشعر ، شديد بياض الثياب لا يرى عليه أثر السفر ، ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم ، وأسند ركبته إلى ركبته ، ووضع كفيه على فخذيه ، ثم قال : يا محمد ، أخبرني عن الإسلام ، ما الإسلام ؟ ، قال : تشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا ، قال : صدقت ، قال : فعجبنا له يسأله ويصدقه ، ثم قال : أخبرني عن الإيمان ، ما الإيمان ؟ ، قال : " الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر كله خيره وشره " ، قال : صدقت ، قال : أخبرني عن الإحسان ، ما الإحسان ؟ ، قال : " أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك " ، قال : فأخبرني عن الساعة ، قال : " ما المسئول عنها بأعلم بها من السائل " ، قال : فأخبرني عن أمارتها ، قال : " أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان " ، ثم انطلق ، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : فلبثت ثلاثا ، ثم قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : " يا عمر هل تدري من السائل ؟ " ، قال : قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : " فإنه جبريل عليه السلام أتاكم [ ص: 126 ] يعلمكم دينكم " .

التالي السابق


الخدمات العلمية