الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
[ ص: 47 ] الباب الثاني

في معنى التجويد

وفيه فصول:

الفصل الأول في التجويد والتحقيق والترتيل

أما التجويد فهو مصدر من: جود تجويدا: إذا أتى بالقراءة مجودة الألفاظ، بريئة من الجور في النطق بها، ومعناه: انتهاء الغاية في إتقانه، وبلوغ النهاية في تحسينه، ولهذا يقال: جود فلان في كذا: إذا فعل ذلك جيدا، والاسم منه الجودة.

فالتجويد هو حلية التلاوة، وزينة القراءة، وهو إعطاء الحروف حقوقها، وترتيبها مراتبها، ورد الحرف إلى مخرجه وأصله، وإلحاقه بنظيره وشكله، وإشباع لفظه، وتلطيف النطق به، على حال صيغته وهيئته، من غير إسراف ولا تعسف، ولا إفراط ولا تكلف، قال الداني : ليس بين التجويد وتركه إلا رياضة لمن تدبره بفكه.

[ ص: 48 ] وأما التحقيق فهو مصدر من حقق تحقيقا، إذا أتى بالشيء على حقه، وجانب الباطل فيه، والعرب تقول: بلغت حقيقة هذا الأمر، أي بلغت يقين شأنه، والاسم منه الحق. ومعناه أن يؤتى بالشيء على حقه، من غير زيادة فيه ولا نقصان منه.

وأما الترتيل فهو مصدر من رتل فلان كلامه: إذا أتبع بعضه بعضا على مكث، والاسم منه الرتل، والعرب تقول: ثغر رتل: إذا كان مفرقا، ولم يركب بعضه بعضا، قال صاحب العين: رتلت الكلام: تمهلت فيه.

وقال الأصمعي : في الأسنان الرتل: وهو أن يكون بين الأسنان الفرج لا يركب بعضها بعضا، وحده: ترتيب الحروف على حقها في تلاوتها بتلبث فيها.

التالي السابق


الخدمات العلمية