الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          إ ذ : ( إذ ) كلمة تدل على ما مضى من الزمان ، وهو اسم مبني على السكون ، وحقه أن يكون مضافا إلى [ ص: 16 ] جملة ، تقول : جئتك إذ قام زيد ، وإذ زيد قائم ، وإذ زيد يقوم ، فإذا لم تضف نونت . قال أبو ذؤيب :

                                                          نهيتك عن طلابك أم عمرو بعافية وأنت إذ صحيح

                                                          أراد حينئذ كما تقول : يومئذ وليلتئذ . وهو من حروف الجزاء إلا أنه لا يجازى به إلا مع ( ما ) تقول إذ ما تأتني آتك ، وقد تكون للشيء توافقه في حال أنت فيها . ولا يليه إلا الفعل الواجب ، تقول : بينما أنا كذا إذ جاء زيد ( كذا ذكر في باب الذال وقال في باب الألف اللينة بعد الكلام على إذا الآتي ما نصه ) : وأما ( إذ ) فهي لما مضى من الزمان وقد تكون للمفاجأة مثل إذا ولا يليها إلا الفعل الواجب كقولك : بينما أنا كذا إذ جاء زيد وقد يزادان جميعا في الكلام كقوله تعالى : وإذ واعدنا موسى أي وواعدنا . وقول الشاعر :


                                                          حتى إذا أسلكوهم في قتائدة     شلا كما تطرد الجمالة الشردا

                                                          أي حيث أسلكوهم لأنه آخر القصيدة أو يكون قد كف عن خبره لعلم السامع .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية