الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل .

وكما سميت السورة الواحدة بأسماء ، سميت سور باسم واحد كالسور المسماة ب ( الم ) و ( الر ) على القول بأن فواتح السور أسماء لها .

فائدة في إعراب أسماء السور :

قال أبو حيان في " شرح التسهيل " :

ما سمي منها بجملة تحكى نحو : قل أوحي [ الجن : 1 ] و أتى أمر الله [ النحل : 1 ] [ ص: 205 ] أو بفعل لا ضمير فيه أعرب إعراب ما لا ينصرف ، إلا ما في أوله همزة وصل ، فتقطع ألفه وتقلب تاؤه هاء في الوقف ويكتب بهاء على صورة الوقف ، فتقول : قرأت ( اقتربة ) ، وفي الوقف : ( اقتربه ) .

أما الإعراب فلأنها صارت اسما والأسماء معربة إلا لموجب بناء .

وأما قطع همزة الوصل : فلأنها لا تكون في الأسماء إلا في ألفاظ محفوظة لا يقاس عليها .

وأما قلب تائها هاء ; فلأن ذك حكم تاء التأنيث التي في الأسماء .

وأما كتبها هاء : فلأن الخط تابع للوقف غالبا .

وما سمي منها باسم :

فإن كان من حروف الهجاء - وهو حرف واحد - وأضيفت إليه سورة ، فعند ابن عصفور ، أنه موقوف لا إعراب فيه ، وعند الشلوبين يجوز فيه وجهان : الوقف والإعراب :

أما الأول - ويعبر عنه بالحكاية - فلأنها حروف مقطعة تحكى كما هي .

وأما الثاني فعلى جعله أسماء لحروف الهجاء ، وعلى هذا يجوز صرفه بناء على تذكير الحرف ومنعه بناء على تأنيثه . فإن لم تضف إليه سورة لا لفظا ولا تقديرا فلك الوقف والإعراب مصروفا وممنوعا .

وإن كان أكثر من حرف : فإن وازن الأسماء الأعجمية - ك ( طس ) ( حم ) - وأضيفت إليه سورة أم لا ، فلك الحكاية والإعراب ممنوعا ، لموازنة قابيل وهابيل ، وإن لم يوازن فإن أمكن فيه التركيب كطاسين ميم وأضيفت إليه سورة فلك الحكاية والإعراب ، إما مركبا مفتوح النون كحضر موت ، أو معرب النون مضافا لما بعده ومصروفا وممنوعا على اعتقاد التذكير والتأنيث . وإن لم تضف إليه سورة ، فالوقف على الحكاية . والبناء كخمسة عشر والإعراب ممنوع ، وإن لم يكن التركيب فالوقف ليس إلا أضيفت إليه سورة أم لا ، نحو : كهيعص وحم عسق . ولا يجوز إعرابه ; لأنه لا نظير له في الأسماء المعربة ، ولا تركيبه مزجا ; لأنه لا يركب كذلك أسماء كثيرة ، وجوز يونس إعرابه ممنوعا .

وما سمي منها باسم غير حرف هجاء : فإن كان فيه اللام انجر ، نحو : الأنفال والأعراف والأنعام ، وإلا منع الصرف إن لم يضف إليه سورة ، نحو : هذه هود ونوح ، وقرأت هود ونوح ، وإن أضفت بقي على ما كان عليه قبل ، فإن كان فيه ما يوجب المنع منع ، نحو : قرأت سورة يونس ، وإلا صرف نحو : سورة نوح وسورة هود . انتهى ملخصا .

التالي السابق


الخدمات العلمية