الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          باب الواو مع الحاء ( وحد ) * في أسماء الله تعالى " الواحد " هو الفرد الذي لم يزل وحده ; ولم يكن معه آخر . قال الأزهري : الفرق بين الواحد والأحد أن الأحد بني لنفي ما يذكر معه من العدد ، تقول : ما جاءني أحد ، والواحد : اسم بني لمفتتح العدد ، تقول : جاءني واحد من الناس ، ولا تقول : جاءني أحد ، فالواحد منفرد بالذات ، في عدم المثل والنظير ، والأحد منفرد بالمعنى .

                                                          وقيل : الواحد : هو الذي لا يتجزأ ، ولا يثنى ، ولا يقبل الانقسام ، ولا نظير له ولا مثل . ولا يجمع هذين الوصفين إلا الله تعالى .

                                                          [ ص: 160 ] ( س ) وفيه " إن الله تعالى لم يرض بالوحدانية لأحد غيره ، شرار أمتي الوحداني المعجب بدينه المرائي بعمله " يريد بالوحداني المفارق للجماعة ، المنفرد بنفسه ، وهو منسوب إلى الوحدة : الانفراد ، بزيادة الألف والنون ، للمبالغة .

                                                          * وفي حديث ابن الحنظلية وكان رجلا متوحدا أي منفردا ، لا يخالط الناس ولا يجالسهم .

                                                          ( س ) ومنه حديث عائشة ، تصف عمر " لله أم حفلت عليه ودرت ، لقد أوحدت به " أي ولدته وحيدا فريدا ، لا نظير له .

                                                          * وفي حديث العيد " فصلينا وحدانا " أي منفردين ، جمع واحد ، كراكب وركبان .

                                                          ( س ) وفي حديث حذيفة " أو لتصلن وحدانا " .

                                                          * وفي حديث عمر " من يدلني على نسيج وحده ؟ " .

                                                          ( س ) ومنه حديث عائشة تصف عمر " كان نسيج وحده " يقال : جلس وحده ، ورأيته وحده : أي منفردا ، وهو منصوب عند أهل البصرة على الحال أو المصدر ، وعند أهل الكوفة على الظرف ، كأنك قلت : أوحدته برؤيتي إيحادا : أي لم أر غيره ، وهو أبدا منصوب ولا يضاف إلا في ثلاثة مواضع : نسيج وحده ، وهو مدح ، وجحيش وحده ، وعيير وحده ، وهما ذم . وربما قالوا : رجيل وحده ، كأنك قلت : نسيج أفراد .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية