الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (27) قوله: رأوه : أي: الموعود أو العذاب زلفة أي: قريبا، فهو حال ولا بد من حذف مضاف أي: ذا زلفة، أو جعل نفس الزلفة مبالغة. وقيل: "زلفة" تقديره: مكانا ذا زلفة فينتصب انتصاب المصدر.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: سيئت الأصل: ساء أي: أحزن وجوههم العذاب ورؤيته. ثم بني للمفعول. و"ساء" هنا ليست المرادفة لـ "بئس" كما عرفته فيما تقدم غير مرة. وأشم كسرة السين الضم نافع وابن عامر والكسائي، [ ص: 395 ] كما فعلوا ذلك في " سيء بهم " في هود، وقد تقدم، والباقون بإخلاص الكسر، وقد تقدم في أول البقرة تحقيق هذا وتصريفه، وأن فيه لغات، عند قوله: " وإذا قيل لهم " .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: تدعون العامة على تشديد الدال مفتوحة. فقيل: من الدعوى أي: تدعون أنه لا جنة ولا نار، قاله الحسن . وقيل: من الدعاء أي: تطلبونه وتستعجلونه. وقرأ الحسن وقتادة وأبو رجاء والضحاك ويعقوب وأبو زيد وابن أبي عبلة ونافع في رواية الأصمعي بسكون الدال، وهي مؤيدة للقول: إنها من الدعاء في قراءة العامة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية